أعمدة الموت الصامت بخيوط مكشوفة،فمن يضيء الشارع على حساب أرواحنا؟
«نداء عاجل » بالحي المحمدي

حنان قوتي
في شوارعنا تقف أعمدة الكهرباء ، لا كرموز للنور، بل كتهديدات معلقة في الهواء ، كهرباؤها لا ينير الطريق فقط ، بل تكشف عن وجه آخر للإهمال: خيوط كهربائية عارية، خارجة من أماكنها، معلقة على الأعمدة أو ممتدة الى الخارج ، تُستخدم بشكل مرتجل لإنارة الشارع. فما وثقته بعدستي ليس مجرد خلل تقني ،بل إهمال مزمن،
فالأعمدة التي يفترض أن تنقل الكهرباء بأمان ، تحولت الى قنابل موقوتة ، بل خطر دائم، يهدد حياة المارة،
وخصوصا الأطفال، أو كل من يمر قرب هذه الأعمدة ، ففي أي لحظة هناك احتمال لتماس كهربائي ،او كارثة محتملة لاتُحمد عقباها.
ـ الأسلاك مكشوفة، بلا عزل، بلا حماية.
ـ بعضها يتدلى على مستوى الرأس أو اليد.
ـ لا توجد علامات تحذيرية، ولا تدخل تقني واضح.
هذه ليست إنارة عمومية، بل قنبلة كهربائية ممددة على طول الطريق.
من المسؤول؟
ـ هل الجماعة المحلية على علم بهذه الحالة؟
ام أنها تغض الطرف ؟
ـ هل شركة الكهرباء التي للتصويت بنيتها التحتية و وافقت على هذا التمديد؟
أم ان هناك من يحميها ؟
ـ من سمح بربط الإنارة بأسلاك خارجة من مكانها، دون أي إجراء وقائي؟
ـ أم أن المسؤولية موزعة بين أطراف تتبادل الأعذار وتتملص من المحاسبة ؟
وا أسفاه على ما نراه، فهو غياب للضمير المهني والمسؤولية ، قبل أن يكون غيابًا للصيانة. الكهرباء ليست لعبة، والأسلاك العارية لا تُستخدم لتجميل الشارع، بل لتهديده ، والصمت الإداري أمام هذه المشاهد ، هو مشاركة غير مباشرة في الخطر ، فالأعمدة لاتُصلح نفسها ،
ـ أين فرق المراقبة ؟
ـ أين تقارير الصيانة ؟
ـ أين صوت المواطن في وجه هذا الإهمال ؟
ـ هل تنتظرون الكارثة لتتحركوا ؟
أكتب هذا وانا أحمل في قلبي على الناس ،وخصوصا الأطفال، الذين يمرون بجانب هذا الأعمدة يوميا ،فهذه ليست مجرد بنية تحتية ، لا حياة أشخاص معلقة .
لذا أطالب الجهات المعنية بالتدخل الفوري، لا للترقيع، بل لإعادة تأهيل كامل لهذه الأعمدة. وأدعو كل مواطن يملك ضميرا حيا ، أن يشارك هذا النداء ،أن يوثق، أن يُسائِل ، أن يبلغ، أن يرفض الصمت عن هذا النوع من “الإنارة القاتلة”.
لن ننتظر وقوع الكارثة لنقول “كان يجب أن نتحرك”.