صمت بوجدور: حين يتحول الوعي إلى إنذار أخير للمسؤولين

لم يكن هدوء بوجدور تجاه تحدياتها الاقتصادية والاجتماعية صمت ضعف، بل هو صمت حكمة ووعي وطني عميق. إن شباب المدينة، رغم معاناتهم اليومية وقسوة الحياة التي فرضتها ندرة فرص العمل، يدركون جيداً أن المطالب المشروعة يجب أن تتحقق بمسؤولية، وأن الفوضى والتخريب ثمنها باهظ سيدفعه أبناء المدينة أنفسهم.
المطالبة المشروعة ورفض الفتنة
شباب بوجدور يرفعون صوته للمطالبة بـالعدالة في التنمية وتكافؤ الفرص. هذا الصوت يميز بوضوح بين النضال المشروع وبين الدعوات المشبوهة التي تتسلل عبر بعض المنصات الإلكترونية بهدف خلق الفتنة وتخريب الممتلكات العامة والخاصة.
نؤكد: إن تدمير المكتسبات لا علاقة له إطلاقاً بالحقوق. فالمطلب هو الإصلاح والشفافية، وليس الفوضى التي لا تخدم سوى من يريد الضرر بالمدينة وأهلها.
رسالة إلى المسؤولين: الوعي ليس رضاً
إن الهدوء الذي يمارسه أبناء بوجدور يجب أن يُفهم على أنه فرصة ذهبية أخيرة للمسؤولين. إنه دليل على ثقة في إمكانية الإصلاح.
الرسالة واضحة: لا تسيئوا قراءة هذا الصمت. إنه ليس قبولاً بالواقع، بل هو إنذار صامت بضرورة تفعيل آليات المحاسبة والشفافية الكاملة، وتوجيه الموارد لخلق فرص عمل مستدامة وحقيقية لإنقاذ الشباب من براثن الإحباط.
على المسؤولين أن يرتقوا إلى مستوى حكمة شباب بوجدور وأن يحولوا هذا الوعي إلى منجزات ملموسة قبل أن يتحول الصبر إلى شيء آخر.