في لحظة تاريخية فارقة، تزامنت الذكرى الخمسون للمسيرة الخضراء المظفرة مع القرار الأممي الأخير الداعم للمسار السياسي القائم على مبادرة الحكم الذاتي المغربية، لتشهد مدينة بوجدور مبادرة وطنية متميزة وغير مسبوقة تخلّد هذا التلاحم الروحي والسياسي.
لقد قامت شركة KATASAB FISH، في لفتة وطنية رائعة، بتدشين جدارية ضوئية عملاقة تجسد خارطة المملكة المغربية كاملة، في معلم يعد الأول من نوعه في المدينة. هذه الجدارية ليست مجرد عمل فني، بل هي رسالة بصرية مضيئة تؤكد على الروابط الوثيقة بين الأقاليم الجنوبية وبقية ربوع الوطن، وتترجم عمق التشبث بالوحدة الترابية.
نور يبعث رسالة العزيمة
باستخدام تقنيات الإضاءة المبتكرة، رسمت الشركة خارطة المغرب من طنجة إلى الكويرة، لتتحول الجدارية إلى نقطة جذب بارزة ومعبرة في بوجدور. إن توقيت هذه المبادرة لم يأتِ عبثًا، بل جاء ليحتفي بذكرى المسيرة الخضراء، تلك الملحمة التي جسدت أرقى معاني التعبئة الوطنية السلمية لاسترجاع الصحراء، وليتزامن أيضًا مع زخم التأييد الدولي لمقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب كحل واقعي ودائم للنزاع.
نموذج للشراكة بين القطاع الخاص والقضية الوطنية
تُعد هذه المبادرة نموذجًا يُحتذى به في انخراط القطاع الخاص الوطني، ممثلاً في شركة KATASAB FISH، في دعم القضايا الوطنية والتعبير عن الحس المدني والوطني العالي. فالجدارية الضوئية لا تحتفي بالماضي المجيد فحسب، بل هي أيضًا إشارة واضحة إلى المستقبل المشرق الذي ينتظر الأقاليم الجنوبية في ظل التنمية المستدامة والاعتراف الدولي المتزايد بمشروعية الموقف المغربي.
لقد أثبتت بوجدور، من خلال هذا الصرح المضيء، أنها جزء لا يتجزأ من مسيرة التنمية والوحدة، وأن روح المسيرة الخضراء لا تزال حية ومتجددة في نفوس أبنائها، مدعومة بإرادة صلبة ومواقف دولية ترجح كفة السلام والاستقرار على أساس مبادرة الحكم الذاتي. هي إضاءة لبوجدور، وإشراقة للأمة بأسرها.
