مجتمع

الأخصاص : تحقيق صحفي يكشف شبكات قمار سرية تنشط داخل منازل خاصة وسط صمت رسمي مثير للريبة .

 

متابعة : عابد أموسى

 

توصّل موقع الوطن بريس، خلال أسبوع من التتبع الميداني واستقاء الشهادات، إلى معطيات دقيقة تفيد بأن جماعة الأخصاص بإقليم سيدي إفني أصبحت مركزاً لنشاط متنامٍ لشبكات قمار سرّية، تُدار داخل منازل خاصة تُفتح ليلاً وتُغلق نهاراً، في ظل غياب شبه تام لتدخلات أمنية حازمة.

 

■ منازل تحوّلت إلى “غرف عمليات” للقمار

 

وفق روايات متطابقة لعدد من السكان، يتم استغلال بيوت بعينها داخل مركز الجماعة، بعضها في وضعية إغلاق أو الكراء غير الموثق، ليتم تحويلها بعد الغروب إلى فضاءات لاستقبال مقامرين يفدون من كلميم وبوزكارن وتيزنيت وإنزكان، في نشاط يبدو منظماً ومحمياً أكثر مما يبدو عشوائياً.

 

مصادر محلية أفادت بأن هذه المنازل تستقبل يومياً مجموعات تتردد في ساعات محددة، وأن بعض “المشرفين” يحددون المبلغ الأدنى للدخول، ما يطرح سؤالاً حول وجود شبكة تتقاسم الأدوار وتتعامل باحترافية.

 

■ حادث تكسير سيارتين.. نقطة كشفت المستور

 

خلال الأسبوع الماضي، وقع حادث خطير مكشوف للعلن لأول مرة: تهشيم زجاج سيارتين إثر خلاف تطوّر سريعاً من داخل أحد منازل القمار إلى الشارع العام.

شهود عيان أكدوا أن الشجار “كان يحمل طابع تصفية حسابات مالية”، وأن أصوات الصراخ والعراك استمرت لعدة دقائق قبل تفرّق الجموع، دون أي تدخل فوري من الجهات المختصة.

 

■ اتهامات مباشرة للدرك الملكي

 

رغم أن مركز الجماعة صغير ويحتوي على مقر للدرك الملكي، إلا أن السكان يتهمون عناصر الدرك بـ“التقاعس” و“التدخل بعد فوات الأوان”، بل ويذهب بعضهم إلى القول إن “الجميع يعرف أماكن هذه المنازل، لكن لا أحد يقترب منها ليلاً”.

 

أحد المتصلين بالموقع صرح قائلاً:

 

“نحن لا نطلب المستحيل.. فقط نريد تطبيق القانون. هذه المنازل معروفة بالاسم والموقع، لكن لا أحد يتحرك.”

 

■ سرقات مرتبطة بخسائر القمار… الخطر الأكبر

 

تكشف شهادات متعددة أن بعض الخاسرين في رهانات القمار يلجؤون بعد خروجهم ليلاً إلى اعتراض سبيل المارة في الطرق القروية بحثاً عن المال لتعويض خسائرهم، ما حول محيط الجماعة إلى منطقة غير آمنة، خصوصاً بعد تسجيل حالات محاولة السرقة والاعتداء.

 

أحد المواطنين أكد للموقع أنه تعرض لمحاولة اعتراض من طرف مجهولين على متن سيارة، مرجحاً أنهم من مرتادي هذه المنازل المحوّلة للقمار، وقد تقدم بشكاية هاتفية لمصالح الدرك.

 

■ سؤال التحقيق: من يحمي هذه الأنشطة؟

 

المعطيات التي جمعها الوطن بريس تجعل سؤالاً ملحّاً يفرض نفسه:

كيف يمكن لمنازل محددة تُمارس فيها أنشطة مخالفة للقانون بشكل يومي، ويفد إليها أشخاص من خارج الإقليم، أن تستمر في العمل دون تدخل؟

 

وهل يتعلق الأمر فقط بتقصير أمني؟ أم أن هناك تواطؤاً، أو على الأقل غضّ طرفٍ يسمح لهذه الأنشطة بالتمدد؟

 

■ الساكنة تدق ناقوس الخطر

 

أصوات السكان ترتفع اليوم مطالبة بتدخل عاجل من السلطات الإقليمية بسيدي إفني، وفتح تحقيق رسمي لتحديد المسؤوليات، وإغلاق أوكار القمار التي تحولت إلى مصدر تهديد مباشر للأمن العام.

 

السكان يحذرون من أن الوضع “لم يعد يحتمل” وأن الجماعة “تسير نحو انفلات تدريجي” إن لم تتدخل الجهات الرسمية بسرعة وبحزم.

 

لنا عودة في الموضوع …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى