من خلال الملتقى…..الشّرفاء أولاد أبي السّباع ببوجدور يتأهّبون للإحتفال بعيد المسيرة الخضراء المظفّرة
بقلم حسن بنهر
لم يتبقّ على النسخة الثالثة لملتقى الشرفاء أولاد أبي السباع ببوجدور، سوى أيام قلائل تفصلنا عن هذا الحدث الكبير الذي أصبحنا نعُدُّ لموعده بالدّقائق والثّوان، العدّ العكسي، وأشواقنا على أحرّ من الجمر تحملنا إلى الإنتظار والتّحمُّلِ، بعدما أعددنا العُدّة والعتاد، على قدمٍ وساق، استعدادا للمضيّ قُدُمًا نحو استكمال مسيرة العطاء، موازاةً مع عيد المسيرة الخضراء المظفّرة، الحاضرة في قلوب وأذهان كافّة المغاربة على سائر ربوع المملكة الشريفة.
وإذ نحتفي بملحمة المسيرة الخضراء المظفّرة، التي نخلّد ذكراها في كل مناسبة لنا نحن أولاد أبي السباع، لا يطيب لنا إلا أن يتحقّق ذلك في جوٍّ يطبع عليه التّآزر والتّلاحم وصلة الأرحام، داخل بيت الشرفاء العتيق، الذي يزخر بعبق تاريخ قبيلة الشرفاء أولاد أبي السباع، وخزائن موروث الأجداد بما فيه من تقاليد شعبية وثقافية ماديّة ولا ماديّة، تنهل من فسيفساء الأمّة المغربيّة بتنوّع ثقافاتها، وتشكّل قطعةً ثمينةً من أصالة المُكوّن الثقافي الوطني الذي يتميّز بالغِنى والثّراء، ويتفرّد كذلك بتماهي ثقافات قبائل المغرب وامتزاجها من أقصى شمال المملكة إلى أقصى جنوبها، وهو ما يضفي جماليّةً باكتمال سيميائيّة الصورة بكامل رموزها، بدءًا بشمال المملكة مرورًا بوسطها، وانتهاءً إلى صحرائها، بل وامتدادا إلى آخر نقطةٍ في الصحراء المغربية التي سطّر الرّاحل، المغفور له الحسن الثاني طيّب الله ثراه، أولى فصولها التّاريخيّة التي يُكمل اليوم جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيّده، باقي صفحاتها المرصّعة بسياسة رشيدة وحكيمة، كتبها بحروفٍ ذهبيّةٍ رفيعة.
وتماشيا والخطاب الملكي السّامي، الذي يُثني على الجهود الدبلوماسيّة الوطنيّة، المبذولة في سبيل حوزة الوطن، نحمل المشعل مواصلةً للمزيد من العمل دفاعًا عن وحدتنا التّرابيّة. ونفخر بالتقدير والشكر الملكي لأبناء الأقاليم الجنوبية للمملكة، مرابطين على العهد الذي ورثناه عن أجدادنا جيلا بعد رعيل، جنودا مجنّدين وراء صاحب المهابة والجلالة ملك البلاد، نحن الشرفاء أولاد أبي السباع ببوجدور، عبر تنظيم هذه النسخة الثالثة من الملتقى، الذي اخترنا له شعار : التراث المادي واللامادي عند قبيلة الشرفاء أولاد أبي السباع، والذي يمتد من الـ24 إلى غاية الـ27 من أكتوبر الجاري.
وسيعرف هذا الملتقى مجموعة من الفقرات الغنيّة، التي يأتي من ضمنها التّعريف بالمكوّن الثقافي لقبيلة الشرفاء أولاد أبي السباع، وتنظيم قافلة طبيّة ستحل ببوجدور، كما سيشارك في هذا الحدث مجموعة من الشعراء من داخل وخارج الوطن، فضلا عن رواق للمخطوطات التي تحتوي على تاريخ وأرشيف القبيلة، بالإضافة إلى رياضة التبوريدة الشعبية، وفقرات أخرى متنوعة نضرب لكم موعدا معها خلال هذا الملتقى الذي ستحضره شخصيات وازنة ومرموقة باختلاف مواقعها، بالإضافة إلى تكريم مجموعة من الوجوه التي تستحق التقدير والإشادة.
هذا، وتشيد جمعية ملتقى قبيلة الشرفاء أولاد أبي السباع ببوجدور، بالعمل الجبار الذي ما فتئت تقوم به السلطة المحلية ببوجدور، وعلى رأسها عامل الإقليم السيّد ابراهيم بن ابراهيم، عرفانا وتقديرا له بما دأب على إيلائه من اهتمام كبير بهذا الحدث السنوي، خدمةً منه للشأن والثقافة المحليّين، تنفيذا للتّعليمات السّامية لصاحب الجلالة، الملك محمد السادس نصره الله وأيّده.