حوادث وقضايامجتمع

قبائل تكنة.. بين تضحيات الماضي وحرمان الحاضر

 

سمير الرابحي/قبائل تكنة

 

تواجه قبائل تكنة ولا سيما ساكنة جماعتي مجاط إقليم شيشاوة و جماعة أيت إيمور مراكش، مأساة حقيقية تتمثل في حرمانهم من حقهم في الأرض، وذلك على الرغم من تضحياتهم الجسام في سبيل الوطن. فبعد أن تم تفويت العقار المسمى “جيش تكنة” إلى أملاك الدولة، وجد الفلاحون أنفسهم محرومين من شهادة التصرف، مما حال دون استفادتهم من برامج التنمية الفلاحية و برنامج المخطط الأخضر و الجيل الأخضر.

 

تاريخ من التضحيات وحاضر من الحرمان

 

يعود تاريخ هذه الأرض إلى فترة ما قبل الاستعمار، حيث كان يعرف العقار بـ”كيش تكنة”، وكان تابع للنظام العقاري أراضي الجيش، قامت الدولة بتحديد إداري للأراضي لهدا العقار سنة 1935، وهي السنة التي كانت فيها قبائل تكنة تخوض نضالًا عنيفًا ضد الاستعمار. وبعد استقلال المغرب، واصلت قبائل تكنة تقديم الدعم المطلق للملك والوطن، وقدمت تضحيات جسام في سبيل الوحدة الترابية.

 

ومع ذلك، فوجئ الفلاحون بتحفيظ أملاك الدولة لأكثر من 25 هكتارًا من أراضي “جيش تكنة” سنة 2015 بجماعةمجاط إقليم شيشاوة، دون أخبارهم أو مراعاة لحقوقهم التاريخية. وقد أدى هذا الإجراء إلى حرمان أزيد من 45 دوارًا من حقهم التاريخي في الأرض، رغم استغلالهم لها منذ أجيال.

 

أين دور مجلس الوصايا؟

 

يثير هذا الوضع العديد من التساؤلات حول دور مجلس الوصايا في حماية حقوق قبائل تكنة، التي قدمت الكثير من أجل الوطن. فكيف يمكن أن يتم حرمان الساكنة من أرضهم، رغم تضحياته الجسام؟

 

حرمان قبائل تكنة من حقهم في عقار “جيش تكنة” تساؤلات قانونية جوهرية، خاصة في ظل صدور ظهير شريف رقم 1.19.115 المتعلق بتنظيم الجماعات السلالية وتدبير أملاكها. هذا الظهير، الذي جاء لتحديد قواعد تنظيم الجماعات السلالية وإدارة أملاكها، يبدو أنه لم يطبق بشكل كامل على هذه القضية، مما أدى إلى حرمان قبائل تكنة من حقها المشروع في الأرض.

 

 

• المادة 2 من الظهير الشريف: تنص هذه المادة بشكل صريح على أن أحكام هذا القانون تسري على أراضي الكيش التي تم التخلي عن ملكية رقبتها لفائدة الجماعات السلالية المعنية. وهذا يعني أن أي أرض كانت تابعة للنظام العقاري للجيش (كيش) وتم التخلي عنها لصالح جماعة سلالية، فإن هذه الجماعة تصبح لها الحق في هذه الأرض.

 

• قضية عقار “جيش تكنة”: إذا كانت أرض “جيش تكنة” كانت تابعة للنظام العقاري للجيش، وتم التخلي عنها لصالح جماعة سلالية تتكون من قبائل تكنة، فإن هذه القبائل لها الحق في هذه الأرض بموجب المادة 2 من الظهير الشريف.

 

 

إذا كان القانون واضحًا في منح حق الملكية للجماعات السلالية في أراضي الكيش، فما هي الأسباب التي أدت إلى حرمان قبائل تكنة من هذا الحق؟

 

 

 

 

تداعيات خطيرة

 

يترتب عن هذا الحرمان العديد من التداعيات السلبية على حياة الفلاحين، من بينها:

 

• توقف المشاريع الفلاحية: أدى الحرمان من شهادة التصرف إلى توقف جميع الاستمارات الفلاحية، مما زاد من معاناة الفلاحين.

 

• تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي: يعاني الفلاحون من أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة، بسبب عدم قدرتهم على الاستثمار أراضيهم.

 

• تهديد الأمن الغذائي: يؤثر هذا الوضع سلبًا على الأمن الغذائي للمنطقة، ويقلل من الإنتاج الفلاحي.

 

مطالب قبائل تكنة

 

يطالب الفلاحون بحقهم المشروع في الأرض، ويطالبون الدولة بتسوية وضعهم القانوني،ومنحهم شهادات التصرف. كما يطالبون مجلس الوصايا بالتدخل لحماية حقوقهم التاريخية.

 

 

إن قضية فلاحين قبائل تكنة هي قضية عادلة، تستدعي تدخلاً عاجلاً من السلطات. فمن غير المقبول أن يتم حرمان قبائل تكنة من أرضهم، بعد كل التضحيات التي قدموها للوطن. يجب على الملك الخاص أن يتحمل مسؤوليته التاريخية، وأن يعمل على إيجاد حل عادل لهذه المشكلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى