مجتمع

رحيل محمد أسوس: قامة إدارية وإنسانية ترحل في صمت بعد صراع مع المرض

 

صالح داهي : العيون

 

إدارة السجون تفقد أحد رجالاتها الأوفياء، وجهة العيون تودع مسؤولاً خلوقاً ومتفانياً

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وعيون دامعة يعتصرها الحزن والأسى، ودّع المغرب عامة وجهة العيون الساقية الحمراء خاصة، أحد رجالاته المخلصين، الأستاذ محمد أسوس، المدير الجهوي السابق لإدارة السجون وإعادة الإدماج، الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض، مخلفاً وراءه فراغاً كبيراً في قلوب محبيه وزملائه وكل من عرفه عن قرب.

 

الراحل محمد أسوس لم يكن مجرد مسؤول إداري عابر، بل كان نموذجاً نادراً في النزاهة والانضباط والتفاني، رجل دولة بامتياز، كرّس حياته المهنية لخدمة الوطن من موقعه، وعُرف بدماثة أخلاقه وطيب معشره وحكمته في تدبير المهام والمسؤوليات. تولى خلال مسيرته المهنية عدة مناصب هامة داخل الإدارة العامة للسجون، منها مدير السجن المحلي بالعيون، ثم مندوباً جهوياً، حيث طبع جميع محطات عمله ببصمته الخاصة التي لا تُنسى.

 

لم يكن الفقيد فحسب رجل إدارة، بل كان مربياً للأجيال، فناناً محباً للحياة، وبشوشاً صدوقاً يتقن الإصغاء ويحرص على إسعاد من حوله، حتى في أصعب الظروف. أحبّه نزلاء المؤسسات السجنية قبل زملائه، لما كان يتحلى به من إنسانية عالية جعلته قريباً منهم، يخفف عنهم وطأة الغربة والمعاناة.

 

ولأن العطاء لا تحده الجغرافيا، فإن ذكرى محمد أسوس ستظل حيّة في نفوس ساكنة الصحراء، الذين عرفوه رجل مواقف وإنساناً لا يدّخر جهداً في خدمة قضايا الصحراء والوطن، وفياً لثوابت الأمة، ومحباً للخير والعمل المجتمعي.

 

وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم أسرة التحرير بخالص التعازي وأصدق عبارات المواساة إلى أسرة الفقيد الصغيرة، وإلى أسرته المهنية الكبيرة داخل المندوبية العامة لإدارة السجون، راجين من العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.

 

رحم الله محمد أسوس، وأسكنه فسيح جناته.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى