*اعتداءات مراقبي حافلات “ألزا” بأكادير: فشل ذريع يهدد أمن وسلامة الركاب ويستدعي تدخلًا عاجلًا وحازمًا*

متابعة: تيلوب ميلود
تشهد مدينة أكادير تصاعدًا مقلقًا في حوادث الاعتداء على ركاب حافلات شركة “ألزا”، مما يطرح إنذارا صارخا حول تدهور الأمن وسلامة المواطنين في وسائل النقل العمومي. هذه الحوادث المتكررة لا تمثل فقط تجاوزات فردية، بل تشير إلى خلل ممنهج في آليات المراقبة والحوكمة داخل القطاع.
في أحدث الحوادث التي أثارت صدمة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، تعرض ثلاثة مراهقين للضرب أمام سوق “مرجان” بحي بنسركاو، على يد مراقبين مورطين في تعسفات مستمرة، بحجة عدم توفرهم على تذاكر. هذه الحادثة ليست استثناء، فقد وثق خلال الأسبوع الأول من شهر آب اعتداءات أخرى شملت عنفا وشتوما ضد شاب كان ضحية لسلوك مشين من طرف نفس الفئة، ما يعكس نمطًا مقلقا من سوء المعاملة والعنف.
صمت الشركة المشغلة “ألزا” والمكاسب المهنية التي يظلون بلا محاسبة أو مراقبة صارمة، جعلت من هذه السلوكيات التي تهدد النظام العام وكرامة الركاب أمراً واقعاً. المواطنون يطالبون بفتح تحقيق عاجل وشفاف، وإجراءات قانونية صارمة تجاه المعتدين، مع ضرورة إعادة هيكلة دور المراقبين، ليقتصر دورهم على مهام التحقق دون اللجوء إلى العنف أو التجاوز.
وتأتي هذه الاعتداءات في وقت تزداد فيه الحاجة إلى ضمان بيئة آمنة ومحترمة في وسائل النقل العمومي، وهو ما يحتم على شركة “ألزا” استصدار مدونة سلوك واضحة وفتح قنوات استقبال شكاوى فعالة وسريعة، من شأنها استعادة ثقافة الاحترام وحماية كرامة الركاب.
إن استمرار هذه التجاوزات سيؤدي حتمًا إلى تفكيك ثقة المواطنين في نظام النقل العمومي، وزعزعة استقرار الأمن بالنظر إلى الأثر النفسي والجسدي الخطير للضحايا، وهو ما يمثل إنذارًا واضحًا بضرورة التحرك السريع والحازم لتفادي أزمة اجتماعية وأمنية كبيرة قد تجر المدينة إلى مساحات خطيرة.
تبقى سلامة الركاب حقوقًا لا تقبل المساومة، وحماية هذه الحقوق مسؤولية مشتركة بين السلطات، الشركات المشغلة، والمجتمع المدني، كلٌ في نطاق اختصاصه، لضمان مستقبل النقل العمومي في أكادير بيئة آمنة تحترم الإنسان قبل كل شيء.