مجتمع

نقد الفساد واجب وطني لا يركب عليه المتسللون

متابعة  :  كمال قابل

 

​في زمن أصبح فيه الصوت الحر عملة نادرة، يأتي النقد البناء كواجب وطني لا رفاهية. عندما نكتب مقالاً ننتقد فيه الفساد والمفسدين في أقاليمنا الجنوبية، وبالأخص في مدينة بوجدور، فإننا لا نفعل ذلك إلا من منطلق حبنا لهذا الوطن ورغبتنا في رؤيته أفضل. إنه نقد بناء يسعى إلى تصحيح المسار، وليس هدماً يحاول زعزعة الاستقرار.

​نمارس حقاً دستورياً أصيلاً يكفله القانون، حقاً يمنح المواطن فرصة محاسبة المسؤول، ومطالبته بتقديم الأفضل. هذا الحق هو صمام الأمان لأي ديمقراطية حقيقية، وهو ما يجعلنا نؤمن بأن الإصلاح يبدأ من الداخل.

​شتان بين صوت النقد وصوت النباح

​ولكن، وكما جرت العادة، يظهر بعض المتسللين الذين يحاولون الركوب على الموجة. عندما ينتقد قلمنا الفساد المستشري، يبدأ بعض المرتزقة بالنباح، محاولين استغلال هذا النقد لخدمة أجنداتهم الانفصالية المغرضة. يتشدقون بشعارات الديكتاتورية والمخزن، ويحاولون بكل وقاحة أن يضربوا أمثلة لا تمت إلى الواقع بصلة.

​هنا يكمن الفرق الجوهري الذي يجب أن نفهمه جميعاً: شتان بين صوت النقد البناء وصوت النباح الرخيص.

​صوت النقد هو صوت المواطن الذي يؤمن بدستور بلاده ويحتكم إلى قوانينها، صوت من يعيش في وطنه ويرى عيوبه ويسعى لإصلاحها. أما صوت النباح، فهو صوت من لا يعرف معنى للديمقراطية أو الدستور، صوت من يعيشون في مخيمات الذل والعار تحت رحمة كبرنات الجزائر الذين يحركونهم متى شاؤوا ويسكتونهم متى أرادوا.

​بين الماضي والواقع

​ومن المؤسف أن نرى أن بعض من يعيشون بيننا في الأقاليم الجنوبية لا يزالون يعيشون تحت سطوة الماضي، بعقول غُرِّر بها وبأفكار قديمة أكل عليها الدهر وشرب. يتجاهلون عمداً كل ما تحقق من تنمية وتقدم، ويُصرُّون على العيش في ظلام الكراهية والوهم، بدلاً من أن ينيروا عقولهم بالواقع الساطع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى