مجتمع

مأساة بوجدور: صرخة مواطن من أجل حق الحياة 

متابعة  :  كمال قابل

 

في مدينة بوجدور، ليس الموت مجرد خبر عابر، بل هو فاجعة تتجدد كلما غاب الأمل في وجود رعاية صحية لائقة. بالأمس، كانت صرخاتنا مجرد مطالبة بطبيب نساء وتوليد، واليوم تحولت إلى نواح على روح جنين لم يكتب له أن يرى النور.

هذه المأساة ليست مجرد قصة فردية، بل هي صدى لمعاناة عميقة يعيشها سكان هذه المدينة.

لم يكن ذنب هذا الجنين سوى أنه ولد في مكان يفتقر لأبسط مقومات الرعاية الصحية، حيث يصبح بعد المسافة عقبة قاتلة، وتصبح قلة الأطباء المختصين حكماً بالإعدام.

أين ضمائر المسؤولين؟ هل يدركون حجم الألم الذي يعيشه المواطن البسيط الذي لا يملك القدرة على تحمل أعباء السفر إلى مدينة العيون؟ هل يشعرون بما نشعر به من غبن وحسرة على طفل كان يمكن أن يكون على قيد الحياة اليوم لو توفر طبيب مختص في مستشفى المدينة؟

إن تقاعس المسؤولين ليس مجرد إهمال، بل هو انتزاع لأبسط الحقوق الإنسانية، وهو الحق في الحياة.

من هذا المنبر، نناشد وزارة الصحة بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

إن أرواح المواطنين ليست أرقاماً في تقارير، بل هي أمانة يجب أن تصان.

كما نرفع نداء استغاثة إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الأب الحنون لشعبه، للتدخل ووضع حد لهذه المأساة المتكررة.

إننا نؤمن بأن الحلول موجودة، وأن الإرادة الملكية السامية كفيلة بإنهاء هذه المعاناة، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لجميع المواطنين في كل ربوع المملكة.

إن الحق في العلاج ليس رفاهية، بل هو أساس كرامة الإنسان.

وآن الأوان لأن تحظى بوجدور بنصيبها من التنمية، وأن تصبح مستشفياتها ملاذاً آمناً لكل مريض، لا مكاناً تتجدد فيه الأحزان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى