بقلم : رابح عبد الله
في إطار تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، شهد إقليم بوجدور، صباح اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025، دينامية تنموية متجددة تمثلت في إطلاق وتدشين مجموعة من المشاريع الحيوية بجماعتي المسيد والجريفية، تحت إشراف والي جهة العيون الساقية الحمراء السيد عبد السلام بيكرات والسيد عامل إقليم بوجدور إبراهيم بن إبراهيم بحضور منتخبين ومسؤولين محليين وشخصيات مدنية وعسكرية.
عرفت جماعة المسيد إعطاء انطلاقة عدد من المشاريع التي تستهدف تحسين الإطار المعيشي للساكنة وتعزيز جاذبية المنطقة، من بينها مشروع تهيئة ساحة عمومية بمركز الجماعة، وتقديم مشروع بناء مقر جديد لقيادة المسيد، في خطوة تهدف إلى تقريب الإدارة من المواطنين وتحديث المرافق المحلية.
كما تم تدشين مشاريع أخرى بقرية الصيد سيدي الغازي، شملت تهيئة وتوسيع الطريق الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 1 والقرية على مسافة 2.3 كيلومتر، بغلاف مالي يناهز 5 ملايين درهم، ما من شأنه أن يسهم في تحسين الولوج إلى مناطق الإنتاج البحري وتسهيل حركة النقل التجاري والاجتماعي بين مختلف المراكز القروية.
وفي المجال الرياضي، تم تقديم مشروع إحداث ملعبين للقرب بقرية الصيد سيدي الغازي، في إطار برنامج دعم البنيات التحتية الرياضية، بشراكة مع مجلس إقليم بوجدور، وذلك لتحفيز الشباب على ممارسة الأنشطة الرياضية في فضاءات آمنة ومجهزة.
وبجماعة الجريفية، تواصلت الأوراش التنموية بإطلاق مشاريع جديدة تندرج ضمن برنامج تأهيل المراكز القروية، وتشمل توسعة الشبكة الطرقية المحلية، وتقوية الإنارة العمومية، وتحسين الخدمات الاجتماعية، في انسجام مع سياسة الدولة الرامية إلى تحقيق العدالة المجالية وتقليص الفوارق بين الوسطين الحضري والقروي.
تزامن هذه المشاريع مع تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة يمنحها رمزية خاصة، إذ تعكس استمرار روح تلك الملحمة الوطنية التي وحدت المغاربة حول هدف مشترك: الوحدة الترابية والتنمية المستدامة.
والي الجهة شدّد، في كلمته بالمناسبة، على أن “الاحتفال بالمسيرة الخضراء لا يقتصر على استحضار الماضي، بل يعني أيضًا المضي قدمًا في مسيرة البناء والتعمير التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل أقاليم جنوبية قوية ومزدهرة.
ومن المنتظر أن تتواصل الأنشطة الرسمية غدًا الجمعة بجماعة گلتة زمور، حيث سيُشرف السيد الوالي والوفد المرافق له على تدشين مشاريع إضافية في مجالات البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية، لتتواصل بذلك حلقات التنمية في ربوع إقليم بوجدور.
بهذه المبادرات التنموية المتجددة، يواصل إقليم بوجدور ترسيخ مكانته كأحد أقطاب النمو في الأقاليم الجنوبية، مؤكّدًا أن المسيرة الخضراء ليست فقط ذكرى تاريخية، بل مشروع مستمر لبناء مغرب موحد ومتقدم.
