أول الغيث يفضح المستور… برك بأزقة و شوارع الحي المحمدي تتحول إلى فخاخ تعطل المارة وتكشف عجز البنية التحتية”

حنان قوتي
استبشر المواطنون خيرًا بهذه الأمطار التي طال انتظارها، فالمطر في وجدان الناس رمز للخصب والرحمة. غير أن أول الغيث، الذي كان يفترض أن يكون بشارة خير، تحوّل إلى برك تعرقل المارة وتفضح ضعف البنية التحتية بالحي المحمدي. فرحة المطر امتزجت بمرارة الإهمال، وكأن السماء تمنح الخير بينما الأرض تكشف عجز التدبير.
ففي أول يوم من التساقط، أُغلقت بعض الأماكن بالحي المحمدي بفعل تجمعات مياه بسيطة، لكنها كانت كافية لتكشف هشاشة البنية التحتية التي لم تصمد أمام أول اختبار طبيعي. المشهد أثار استياء السكان الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين السيول الصغيرة وغياب التدخلات الإستباقية.مما جعل الأهالي بوصفهم للوضع بـ”الإنذار المبكر”، محذرين من أن بركًا صغيرة قد تتحول إلى كوارث أكبر مع استمرار الأمطار.لذلك مطالبهم ارتفعت بضرورة تدخل عاجل، ليس فقط لفتح الأزقة كما فعلوا بأواخر الليل، بل لإعادة النظر في تدبير مشاريع البنية التحتية برمتها، خصوصًا في الأحياء القديمة التي تعاني من الإهمال المزمن. الواقعة لم تكن مجرد حادث عرضي، بل كشفت عن أزمة أوسع في التخطيط العمراني والصيانة الدورية، حيث تتحول الأمطار إلى امتحان حقيقي لمدى جدية المسؤولين في حماية المواطنين وضمان حقهم في تنقل آمن.
الحمد لله أن أول الغيث قد فضح المستور، وبرك صغيرة تحولت إلى فخاخ كبيرة عطلت المارة وكشفت عجزًا صارخًا في البنية التحتية لتدارك الموقف قبل الكوارث.
والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم: إلى متى سيظل المواطن أسير برك الإهمال، وأين المسؤولية أمام أول اختبار طبيعي؟




