الجديدة… اختفاء 8 بقع مخصصة لبناء مؤسسات تعليمية وتغيير غير مبرّر في تجهيزات 2009..

جريدة: ” الوطن بريس”✍️الاعلامية”فاتن”/الجديدة
شهدت الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي لمدينة الجديدة، المنعقدة يومه الخميس للمناقشة والتصويت على مشروع تصميم التهيئة الجديد، نقاشاً محتدماً كشف عن اختلالات عميقة تطال التخطيط العمراني للمدينة، وعلى رأسها تحويلات غامضة مسّت تجهيزات عمومية مبرمجة منذ سنة 2009.
* تصميم مرفوض من الوزارة ويعرض للمجلس للمرة الثالثة
ذكرت المعارضة بأن تصميم التهيئة كان قد رُفض سابقاً من طرف وزيرة إعداد التراب الوطني فاطمة الزهراء المنصوري، معتبرةً إياه “جريمة في حق المدينة”.
كما أعاده العامل السابق امحمد عطفاوي للمجلس لإعادة النظر فيه، قبل أن يُعرض مجدداً للمرة الثالثة قصد المصادقة عليه.
* أرقام صادمة من تصميم 2009: 123 تجهيزاً مبرمجاً… الكثير منها لم يُنجز
الوثيقة الأولى التي استند إليها المستشارون تكشف أن تصميم التهيئة لسنة 2009 كان يتضمن:
123 تجهيزاً عمومياً
تغطي مساحة إجمالية تبلغ 128,46 هكتاراً
من بينها:
15 مرفقاً إدارياً – 3,85 هكتار
8 مرافق تعليمية – 5,89 هكتار
4 مرافق رياضية – 3,79 هكتار
57 مساحة خضراء – 20,01 هكتار
9 ساحات – 1,92 هكتار
مسجد، مقبرة، مؤسسات صحية، فضاءات اجتماعية، موقف سيارات …
غير أن جزءاً مهماً من هذه التجهيزات لم ينفذ على أرض الواقع.
* المفاجأة الكبرى: “اختفاء” 8 بقع كانت مخصصة للتعليم
المفاجأة التي فجرتها المستشارة أمينة فشقول والمستشار محمد الغرباوي و المستشار خليل برزوق تمثلت في اختفاء 8 بقع كانت مبرمجة كمؤسسات تعليمية في تصميم 2009.
هذه البقع التي تشكل جزءاً من مخزون المدينة من المرافق التربوية لم تعد موجودة في التصميم الجديد المعروض للتصويت، رغم أن حاجيات السكان تضاعفت وأن المؤسسة التعليمية الواحدة باتت تستقبل أعداداً قياسية من التلاميذ.
*وثيقة رسمية تؤكد تضارباً في تخصيص العقار: بقعتان تعليميتان تم الترخيص لبنائهما
وتعزز هذا الجدل بوثيقة رسمية موجّهة من طرف المدير الإقليمي للتربية الوطنية بالجديدة إلى عامل الإقليم، بخصوص بقعتين أرضيتين :
_الأولى كانت مخصصة لبناء إعدادية
_والثانية لبناء ثانوية
الوثيقة تشير إلى أن المديرية تفاجأت بـ منح رخص بناء فوقهما، رغم أنهما تُصنفان كتجهيزات تعليمية منذ تصميم 2009، ورغم أن اللجنة التقنية أوصت خلال اجتماع رسمي سنة 2021 بـ الحفاظ عليهما ومنع تغيير تخصيصهما.
* تحذير رسمي: فقدان هذه البقع يهدد آلاف التلاميذ
المدير الإقليمي شدد في مراسلته على أن المنطقة تعرف كثافة عمرانية كبيرة، وأن فقدان هاتين المؤسستين سيحرم الساكنة من خدمة تربوية أساسية، خصوصاً قرب المنطقة التجارية “مرجان” وحي المطار والسلام النجد ، التي تعرف ضغطاً سكانياً متزايداً.
* المعارضة: “هذا الملف يحتاج فتح تحقيق عاجل”
منتخبو المعارضة اعتبروا أن:
_اختفاء البقع
_وتغيير تخصيص العقارات الموجهة للمرافق العمومية
_ومنح رخص بناء خارج تصميم تهيئة مصادق عليه
كلها مؤشرات “خطيرة” تستدعي تحقيقاً شفافاً قبل أي تصويت.
* أسئلة ثقيلة تفرض نفسها
_ من غيّر تخصيص 8 بقع تعليمية كانت محفوظة منذ 2009؟
_ من استفاد من هذه الأراضي؟
_ لماذا تم منح رخص بناء على عقار مخصص للتعليم؟
_ وهل يعكس التصميم الجديد مخططاً عمرانياً يخدم المصلحة العامة أم مصالح ضيقة؟
دورة استثنائية كان يُفترض أن تمر بروتين إداري، تحوّلت إلى جلسة كشف حساب حول مصير عقار عمومي ثمين كانت مدينة الجديدة في أمسّ الحاجة إليه.
ما بين أرقام تصميم 2009 التي تكشف 123 تجهيزاً غير منفذ، ومراسلة رسمية تنبّه إلى ضياع بقع تعليمية استراتيجية، أصبح ملف تصميم التهيئة مفتوحاً على أسئلة أكبر مما كان متوقعاً.




