الغرب ليس يهومسيحيا – الكسندر دوغين ترجمة : نورالدين علاك الأسفي [1]
الغرب ليس يهومسيحيا – الكسندر دوغين
ترجمة : نورالدين علاك الأسفي [1]
[email protected]
تصعيد الأعمال العدائية بين إسرائيل وفلسطين لا ريب يوحد العالم الإسلامي. المحافظون الغربيون مرة أخرى مدعوون للدفاع عن “حضارة يهومسيحية ” في مواجهة مسلمين، الأيديولوجية الراديكالية لحماس تمنحهم ذريعة ملائمة. ومع ذلك، فالمجتمع المتجذر بعمق في الإلحاد والمادية وتقنين الانحرافات المختلفة، و بعد أن تخلى منذ فترة طويلة عن اللاهوت والقيم التقليدية، لا يمكن اعتباره مسيحيا ولا يهوديا.
إذا كان مثل هذا الموقف الغربي، كما نلاحظ الآن، يدعم إسرائيل، عندئذ تكون الأمور قد سارت بشكل خاطئ؛ لأنه إذا كانت حضارة الشيطان في صفك، فقد أخطأت. لا يوجد شيء اسمه عالم يهومسيحي؛ إنه محض هراء. في المقابل، العالم الإسلامي موجود، وتقاليده لا تزال قوية. الديناميكية ليست في اليهومسيحيين مقابل المسلمين إنها عند المسلمين في مناوأة ثقافة شيطانية، و نبذ المسيح الدجال. تؤكد فكرة بايدن لدمج موضوعات دعم أوكرانيا مع فكرة إسرائيل على هذا: الغرب يقف دائما مع أولئك الذين يطيعون هيمنته. لم يكن المسلمون أعداء لأوكرانيا أو حلفاء لروسيا (باستثناء إيران وسوريا المستيقظتين من الناحية الأخروية)، لكنهم الآن قد يكونون كذلك.
روسيا تمثل قطبا في عالم متعدد الأقطاب.
الإسلام يشكل قطبا في عالم متعدد الأقطاب.
القطبان يقفان ضد محاولات الغرب اليائسة – حتى لو كان يخاطر بحرب عالمية- للحفاظ على أحادية القطب والهيمنة العالمية. الصراع الفلسطيني مع إسرائيل لم يكن خط المواجهة الحضاري، ولكن الآن هو عليه. وبالمثل، كانت التوترات بين روسيا وأوكرانيا إقليمية إلى أن دعم الغرب القوميين في كييف. فجعل هذه الحرب في أوكرانيا خطا أماميا للمواجهة العالمية بين التعددية القطبية والأحادية القطبية.
حجم هذه المواجهة آخذ في الاتساع. الوضع بشكل متزايد يزداد سوءا. و الملايير في المعمور مقتنعون بأن الغرب الجماعي وحلفائه يمثلون أقصى درجات الشر- حضارة المسيح الدجال.
ربما فقط عودة ترامب إلى القيادة الأمريكية، أو بداية حرب أهلية شاملة هناك، يمكن أن تنقذ العالم من نهاية العالم أو على الأقل تأخيرها. يقود الديمقراطيون والعولمة والمحافظون الجدد البشرية مباشرة إلى الهاوية، والتي، بالمعنى الدقيق للكلمة، هي التفويض الشيطاني