الرابطة الرياضية الألفة تصعد للقسم الشرفي الأول: إنجاز بأبناء المنطقة واستراتيجية تكوين رائدة رغم غياب الدعم

في موسم استثنائي، تمكنت الرابطة الرياضية الألفة لكرة القدم من تحقيق الصعود إلى القسم الشرفي الأول لعصبة الدار البيضاء الكبرى، في خطوة تاريخية جسدت ثمرة سنوات من العمل القاعدي والمجهودات الذاتية. ما يميز هذا الإنجاز ليس فقط الصعود، بل كونه تحقق دون أي دعم مادي أو مؤسساتي، وبالاعتماد الكامل على أبناء الفريق والمنطقة ومنظومة تكوين محلية صِرفة.
*استراتيجية تقوم على التكوين والتأطير*
منذ تأسيسه، اختار النادي نهجًا واضحًا يرتكز على التكوين القاعدي للفئات الصغرى، عبر اكتشاف وصقل المواهب الشابة في المنطقة ، وتوفير التأطير التقني اللازم لتطوير مستواهم. فبدل استقدام لاعبين من خارج المنطقة، راهن الفريق على زرع الانتماء في نفوس لاعبيه، ما ساهم في خلق تجانس وانسجام كبيرين داخل المجموعة.
الطاقم التقني يتكون بدوره من أطر محلية مؤهلة، تعمل بروح تطوعية، وتؤمن بأهمية الاستثمار في العنصر البشري كأساس للنجاح والاستمرارية.
*غياب الدعم… وحضور التضحية*
رغم انعدام الدعم من المؤسسات المعنية، سواء المحلية أو الجهوية، وغياب البنية التحتية الملائمة، أصرّ الفريق على المضي قدمًا بفضل الروح القتالية للاعبين والمجهودات الفردية للمشرفين. كل خطوة في مسار هذا الصعود كانت مغلّفة بالتضحية والإيمان بمشروع النادي.
*تطلعات نحو تثبيت المشروع*
بعد هذا الصعود، تتطلع إدارة الفريق إلى تعزيز مشروع التكوين وتوسيع قاعدته، مع أمل كبير في أن تلتفت الجهات المسؤولة إلى هذا النموذج الناجح في التسيير الذاتي، وتمنحه الدعم اللازم لمواصلة عمله في ظروف أكثر ملاءمة.
الرابطة الرياضية الألفة ليست مجرد فريق صعد في موسم واحد، بل مشروع متكامل يُعيد تعريف النجاح الرياضي، ويؤكد أن الرهان على أبناء الحي والتكوين المستمر هو السبيل الحقيقي لتحقيق الإنجازات المستدامة.