المغرب التطواني…هل يتمكن المكتب المديري الشرعي من انتشاله من الأزمة؟

يجد نادي المغرب أتلتيك تطوان نفسه اليوم في واحدة من أعقد محطاته الكروية، بعدما أثقلته الديون وأدخلته في دوامة قرارات المنع من الانتدابات، ما انعكس مباشرة على مساره التنافسي. وفي خضم هذه الأزمة، قبل يوسف أزروال تحدي قيادة النادي، واضعًا نفسه أمام مسؤولية جسيمة في ظل تركة ثقيلة خلفتها المرحلة السابقة.
ورغم صعوبة الوضع، فقد تمكن الفريق من رفع المنع بفضل الدعم الذي وفره عدد من المسؤولين، في مقدمتهم والي جهة طنجة تطوان الحسيمة يونس التازي ، وعامل إقليم تطوان عبد الرزاق المنصوري، إلى جانب مجلس الجهة وجماعة تطوان والمجلس الإقليمي، وكذلك الجامعة المغربية لكرة القدم و العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية حيث أسهمت هذه المؤسسات في توفير جزء من الإمكانيات المالية العاجلة التي سمحت بعودة الفريق إلى سكة المنافسة.
لكن سرعان ما عادت بعض الوجوه إلى الواجهة، وفي مقدمتها عبد المالك أبرون، الذي تكرر ظهوره لاكثر من مرة عقب اجتماعات الفريق رافعًا نفس الأسطوانة الرغبة في المساهمة بتسيير النادي لكن دون خطوات عملية أو إرادة حقيقية، والسؤال المطروح : هل هو عمل يفوق طاقته الحالية، أم أن انشغاله بمهمته داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بصفته مكلفًا بلجنة البنيات التحتية، يحول دون تفرغه الكامل؟
ورغم ذلك، لا يمكن إنكار المكانة الكبيرة التي يحظى بها أبرون داخل المدينة، ولا التجربة الغنية التي مكنته في السابق من قيادة الفريق نحو ألقاب بارزة وإعطائه إشعاعًا واسعًا على الساحة الكروية الوطنية.
في المقابل برزت جهات أخرى كرست كل جهودها لتأليب الجماهير ضد المكتب الحالي فيما سخّرت أطراف معينة بعض الصفحات الفيسبوكية للهجوم على إدارة النادي محاولة لعب دور “المنقذ”، رغم أنها لم تقدم أي دعم مالي أو مبادرات في عز الأزمة ، متوهمة أن أمرها سيبقى طي الكتمان، بينما تحاول استغلال اسم الفريق كجسر لتحقيق مآرب شخصية ضيقة.
أحد القرارات التي أثارت الاستغراب في بداية الولاية الحالية كان تفويض الرئيس أزروال لبعض الأطراف مهمة التفاوض واتخاذ القرارات باسم الفريق ، قد يُفهم ذلك كبادرة حسن نية، لكنه ترك انطباعًا سلبيًا وأضعف صورة المكتب المسير، خصوصًا أن الأمر يتعلق بمسائل كان يمكن معالجتها داخليًا دون الحاجة إلى وسطاء، مثل هذه التفاصيل الصغيرة تُظهر المكتب وكأنه يفتقد الانضباط وحسن التدبير الذي تحتاجه المرحلة.
الواقع اليوم يفرض أن يكون المكتب الحالي هو المخاطب الرسمي الوحيد بعيدًا عن الأصوات المشتتة التي تلهب النقاش في المنابر ووسائل التواصل الاجتماعي، وتحاول تأليب الجماهير ضد الإدارة فهذه السلوكات لا تعدو أن تكون هروبًا إلى الأمام، تزيد الأزمة تعقيدًا بدل التركيز على الحلول الواقعية وأولها البحث عن مستثمرين وشركاء قادرين على إنعاش خزينة الفريق.
من جهته إذا كان المكتب بقيادة يوسف أزروال جادًا فعلًا في إعادة النادي إلى مكانته فإن البداية الحقيقية تكمن في نهج تدبير جديد يقوم على الشفافية في تقديم الوضعية المالية والإدارية للرأي العام، وفتح قنوات حوار صريح مع الجماهير التي لم تبخل يومًا بدعم فريقه إضافة إلى توحيد جهود كل الغيورين على المغرب التطواني بعيدًا عن الحسابات الضيقة مع السعي الحثيث إلى استقطاب داعمين ماليين لضمان استقرار النادي.
إن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن المغرب أتلتيك تطوان لا يحتاج اليوم إلى مزايدات أو معارك شخصية بل إلى رؤية جماعية صادقة يقودها مكتب شرعي، يعتمد على المصارحة والتخطيط الاستراتيجي الجيد ، وحده هذا النهج قادر على إنقاذ الفريق من أزمته وإعادته إلى مكانه الطبيعي بين كبار الكرة الوطنية، كواحد من الأندية العريقة التي طبعت تاريخ اللعبة المغربية.