
متابعة : كمال قابل
لقد تجاوزت مأساة بوجدور حدود الحادث العابر لتتحول إلى كارثة إنسانية متكررة. ففي ظل صمت مطبق وإهمال مستمر، فقدت عائلتان فلذتي كبدهما، ليس بسبب قدر محتوم، بل بسبب إهمال طبي واضح. إن ما يحدث في مستشفى بوجدور ليس مجرد تقصير، بل هو استهتار بأرواح الأمهات والأجنة، وتحويل صرح الأمل إلى مقبرة.
وفاتان في ظرف قصير.. إهمال أم قدر؟
المأساة الأولى: جنين توفي على الطريق، وهو يصارع الموت في رحلة يائسة للبحث عن رعاية لم يجدها في مدينته. هذه الوفاة ليست مجرد حادث، بل هي إدانة صريحة لنظام صحي هش يضطر الأسر إلى المجازفة بأرواح أحبائهم.
المأساة الثانية: جنين توفي داخل المستشفى، في مكان يفترض أن يكون ملاذًا آمنًا. هذا الحادث يطرح تساؤلات مؤلمة: أين كان الطبيب المختص؟ لماذا لا تتوفر الإمكانيات اللازمة؟ هل أصبحت حياة نساء بوجدور بلا قيمة؟
كفى.. إنها مسؤولية الجميع
إن صمت المسؤولين عن هذه الكارثة هو مشاركة في الجريمة. إننا نوجه نداءً عاجلاً إلى كل مسؤول في هذه المدينة وفي وزارة الصحة: كفى استهتارًا بأرواح الأبرياء. يجب أن يتحرك السيد العامل بشكل فوري، وأن تتدخل وزارة الصحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
* نطالب بتحقيق فوري وشامل.
* نطالب بمحاسبة كل مقصر.
* نطالب بتوفير الإمكانيات والكوادر الطبية اللازمة.
إن أرواحنا ليست رخيصة، وكرامتنا ليست للبيع. لن نسمح بأن يتحول مستشفى بوجدور إلى مقبرة أخرى للأجنة.
اللهم قد بلغنا، اللهم فاشهد.