بوجدور: كيف نحمي ميناء مطالبنا من سفن الأعداء؟

متابعة : كمال قابل
في بوجدور، المدينة التي تنبض بالكرامة والانتماء، تتصاعد أصواتٌ تدعو إلى الإصلاح؛ مطالب مشروعة تتنفس من رحم الحاجة في قطاعات أساسية كـالصحة والتعليم. إنها دعوات تحمل في جوهرها نبل الهدف، وتترجم حق كل مواطن مغربي في التعبير، بكل ديمقراطية وشفافية، عن آماله التي لم تتحقق بعد. هذا الحق، هو ركيزة أساسية لا جدال فيها.
لكن، وفي خضم هذا المدّ الجماهيري، يفرض علينا الوعي الوطني أن نرفع رؤوسنا عن تفاصيل اللحظة لنرى المشهد الأكبر.
إن الأقاليم الجنوبية ليست مجرد ساحة للمطالب، بل هي قلب حساس ينبض في جسد الوطن، ويحيط به من يتربص به الدوائر. لا مجال للسذاجة أو الغفلة؛ فبعض الأيادي التي تدعو اليوم قد تكون مغررًا بها، أو تسير بـحسن نية لم تقرأ خارطة الطريق بتمعن، خارطة تعجّ بـأجندات خفية لا يعنيها لا طبيب ولا معلم.
إلى كل من يسري في عروقه دم هذا الوطن الأبي، إلى كل فاعل مدني، وجمعية، وفرد: مطالبكم مشروعة، ووطنيتكم أصدق. ولكن اجعلوا من الحيطة والحذر بوصلتكم التي لا تخطئ.
لا تجعلوا من ميناء دعوتكم الهادفة رصيفاً ترسو عليه سفن الأعداء الخونة، أولئك الانفصاليون الذين ينتظرون أي شرخ ليُدخلوا سمومهم الهدّامة، ليحولوا نداء الإصلاح إلى أداة للهدم والتقسيم. إن الوطنية الحقة ليست فقط بالمطالبة بالحقوق، بل هي الحفاظ على سفينة الوطن من الغرق في بحر الفتنة والابتزاز.
فلنتحدث بصوت عالٍ عن الحقوق الاجتماعية، ولكن بـوعي أمني ووطني لا يتنازل عن الوحدة الترابية قيد أنملة. ولنجعل من صوتنا دليلاً على القوة الديمقراطية، لا ضعفاً تستثمره الأجندات المعادية.
بوجدور أولاً.. والمغرب كل لا يتجزأ أبداً.