مجتمع

العيون الساقيةالحمراء إنجازات ملموسة وتحديات تنتظرالحل

 

بلال العيون الساقية الحمراء

 

تعيش مدينة العيون الساقية الحمراء هذه الأيام على إيقاع الاحتفالات بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، وهي مناسبة وطنية عظيمة تجدد فيها الساكنة اعتزازها بالانتماء للوطن وتقديرها للمجهودات التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.ورغم ما تحقق من إنجازات ومشاريع تنموية مهمة على مستوى البنية التحتية، الطرق، التهيئة الحضرية، والمرافق الاجتماعية، إلا أن الواقع اليومي لساكنة المدينة لا يزال يطرح عدداً من التساؤلات المشروعة حول قضايا حيوية تمس حياة المواطنين مباشرة.فمشكل انقطاع الماء الصالح للشرب بات هاجساً متكرراً يعاني منه السكان في عدد من الأحياء، مما يستدعي حلولاً مستدامة ومشاريع هيكلية تضمن تزويد المدينة بالماء بشكل منتظم ودائم.كما أن الطريق الرابطة بين العيون وفم الواد ما زالت تعرف خطراً متواصلاً بسبب زحف الرمال، الذي يعيق حركة السير ويتسبب في حوادث متكررة، دون أن يتم إيجاد حل جذري لهذه المعضلة.من جهة أخرى، يطالب الشباب العيون بفرص حقيقية للشغل خارج إطار برامج الإنعاش الوطني التي تبقى مؤقتة ولا تضمن استقراراً مهنياً. ويرى العديد من أبناء المدينة أن الوقت قد حان لتشجيع الاستثمار المحلي والمقاولات الصغيرة والمتوسطة، وفتح آفاق جديدة في مجالات الفلاحة والصناعة والخدمات .ويؤكد عدد من المواطنين أن العيون تتوفر على فرشة مائية مهمة يمكن استغلالها في مشاريع فلاحية واعدة، إذا ما تم تمكين الشباب من قطع أراضٍ للاستثمار وحفر الآبار بدعم من السلطات والمجالس المنتخبة، بما يعزز الأمن الغذائي ويوفر فرص الشغل.

إن مدينة العيون الساقية الحمراء، بما تتوفر عليه من مؤهلات بشرية وطبيعية واقتصادية، تستحق اليوم مقاربة تنموية جديدة توازن بين المشاريع الكبرى التي تُنجز في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، وبين حاجيات المواطن اليومية من ماء، شغل، وطرق آمنة.

ويبقى الأمل كبيراً في أن تجد هذه الانشغالات صدى لدى السلطات المحلية والمنتخبة، من أجل أن تواصل العيون مسيرتها في التنمية، وتكون فعلاً مدينة نموذجية تليق بتاريخها ومكانتها في قلب الصحراء المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى