في أجواء وطنية مفعمة بالاعتزاز: مؤسسة شقائق النعمان الخاصة بالعيون تحتفل بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.

صالح داهي . العيون
في إطار الاحتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي تُعد من أعظم المحطات في التاريخ الوطني المغربي الحديث، نظمت مؤسسة شقائق النعمان الخاصة بمدينة العيون احتفالًا متميزًا جسّد روح الوطنية والانتماء، وعكس وعي الأجيال الناشئة بأهمية هذا الحدث الخالد في وجدان المغاربة قاطبة.

انطلقت فعاليات الاحتفال في أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن، حيث ازدانت أروقة المؤسسة بالأعلام الوطنية وصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، إلى جانب الشعارات والأهازيج الوطنية التي تُجسد قيم الوحدة والتلاحم الوطني.

وقد سعى طاقم المؤسسة، بتأطير من الأطر التربوية والإدارية، إلى جعل هذا اليوم مناسبة تربوية متميزة تحمل في طياتها معاني الوطنية الصادقة، وتعزز ارتباط التلاميذ بتاريخهم العريق.

تخلل الحفل تنظيم مجموعة من الأنشطة التربوية والثقافية الهادفة، كان أبرزها العروض المسرحية والأناشيد الوطنية والمسابقات الثقافية التي تناولت موضوع المسيرة الخضراء، إضافة إلى ورشات فنية في الرسم والتعبير الكتابي، حيث عبّر التلاميذ بطريقتهم المبدعة عن حبهم لوطنهم واعتزازهم بمسيرته التنموية المتواصلة.

كما تم تنظيم فقرات إنشادية وأناشيد وطنية خالدة مثل “نداء الحسن” و*“صوت الحسن ينادي”*، شارك فيها تلاميذ المؤسسة بحماس كبير، مردّدين عبارات الوحدة والولاء للوطن في مشهد مؤثر جسّد أسمى معاني التلاحم بين الأجيال.

وفي كلمة ألقاها المسير السيد خالد كورتي بالمناسبة، عبّر عن اعتزازه بالمشاركة في تأطير هذا الاحتفال الوطني، مؤكدًا أن تنظيم مثل هذه التظاهرات التربوية هو تعبير صادق عن تعلق المغاربة بمقدساتهم وثوابتهم الوطنية.

وأشار إلى أن المسيرة الخضراء لم تكن مجرد حدث تاريخي فحسب، بل كانت ملحمة وطنية تُجسّد تلاحم العرش والشعب من أجل الوحدة الترابية للمملكة. كما نوّه السيد كورتي بالمجهودات الجبارة التي تبذلها الأطر التربوية بالمؤسسة في سبيل غرس قيم المواطنة والمسؤولية في نفوس الناشئة.

وفي رسالة وطنية وتربوية عميقة من جهتها، ألقت السيدة فوزية الديري، المديرة التربوية للمؤسسة، كلمة مؤثرة بالمناسبة، أكدت فيها أن الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء لا يقتصر فقط على استحضار الماضي المجيد، بل هو أيضًا فرصة لترسيخ القيم الوطنية وغرس روح المواطنة الصادقة في نفوس التلاميذ.

وقالت: نحن في مؤسسة شقائق النعمان نؤمن بأن المدرسة ليست فضاءً للتعلم فقط، بل هي فضاء لبناء الإنسان المواطن، المتمسك بهويته والمساهم في نهضة بلاده. والمسيرة الخضراء تظل درسًا خالدًا في الوطنية والتلاحم بين العرش والشعب.

كما شكرت السيدة المديرة جميع الأطر التربوية والتلاميذ على انخراطهم الإيجابي في إنجاح هذا الحدث الوطني، مشيدةً بدور الأسر في دعم الجهود التربوية والقيمية التي تروم المؤسسة ترسيخها.

اختُتم الحفل برفع النشيد الوطني في مشهد مهيب، اصطف فيه التلاميذ رافعين الأعلام الوطنية، مرددين بكل فخر كلمات الحب والولاء للوطن، مجددين العهد على المضي قدمًا في مسيرة البناء والعطاء اقتداءً بجيل المسيرة الخضراء الذين لبّوا نداء الوطن بقلوب مؤمنة وإرادة صلبة.
وقد ترك هذا الاحتفال الوطني المميز أصداء إيجابية بين التلاميذ وأولياء الأمور، لما حمله من مضامين تربوية ووطنية نبيلة، تؤكد أن المدرسة المغربية تظل ركيزة أساسية في تنمية الحس الوطني وتعزيز الوعي التاريخي لدى الأجيال الصاعدة.




