مجتمع

سهول شتوكة آيت باها : قطب فلاحي ورهان وطني يواجه تمدّد شبكات ترويج المخدرات.

 

متابعة : عابد أموسى

 

تُعد سهول شتوكة آيت باها واحدة من أهم الأحواض الفلاحية بالمغرب، حيث تشكل القلب النابض لإنتاج الخضر والفواكه الموجهة للسوقين الوطني والدولي، وتساهم بشكل بارز في ضمان الأمن الغذائي للبلاد. غير أن هذا الحيز الحيوي أصبح في السنوات الأخيرة يواجه تحديات متزايدة مرتبطة بانتشار أنشطة شبكات ترويج المخدرات ببعض المناطق الهامشية المحيطة به.

 

وبفضل توفر التربة الخصبة وتطور الضيعات العصرية ووحدات الإنتاج، تحولت شتوكة إلى منصة رئيسية للتصدير، تستقطب آلاف العمال الزراعيين بشكل يومي. غير أن المقابِل لهذا النمو الاقتصادي هو تزايد الهواجس الأمنية لدى الساكنة والفاعلين في القطاع، الذين يشتكون من تحركات مشبوهة لعناصر يُعتقد أنها تنشط في تجارة المخدرات، مستغلة المسالك المعزولة والمناطق الفاصلة بين الضيعات.

 

ويؤكد عدد من الفلاحين أن بعض هذه الأنشطة أصبحت تؤثر على محيط العمل الفلاحي، إذ تُسجَّل حالات استدراج للشباب والعمال نحو استهلاك المخدرات وترويجها، الأمر الذي ينعكس سلبًا على مردودية اليد العاملة وعلى الاستقرار الاجتماعي بالمنطقة.

 

وحسب مصادر جمعوية محلية أوضحت أن شبكات الاتجار بالمخدرات تجد في بعض الهوامش المرتبطة بالحقول مكانًا مناسبًا لتمويه أنشطتها، خاصة في الفترات الليلية. وأضافت أن الوضع، رغم الجهود الأمنية القائمة، يستدعي تعزيز المراقبة، وتقوية الحضور الميداني، وتكثيف الحملات التحسيسية في صفوف الشباب.

 

وحسب أحد الفاعلين الجمعويين قال في تصريح للجريدة منطقة شتوكة تشكل رهان وطني في الفلاحة، ولا يمكن تركها عرضة لممارسات خارجة عن القانون. المطلوب اليوم تدخلات أمنية أقوى، وبرامج اجتماعية تستهدف الفئات الهشة لحمايتها من الوقوع في فخ هذه الشبكات.”

 

فيما أكد عدد من الفلاحين في تصريحات متطابقة أن ضمان بيئة آمنة للإنتاج ضرورة ملحّة، خصوصًا وأن المنطقة تعتمد في اقتصادها بشكل كبير على النشاط الفلاحي. وطالبوا بخلق مراكز مراقبة إضافية، وتنظيم دوريات مشتركة، وإطلاق حملات توعية تستهدف العمال الزراعيين والمراهقين الذين قد يتعرضون للاستقطاب.

 

وبين التنمية والهواجس الأمنية أي مستقبل لسهول شتوكة؟

 

رغم ما تعرفه شتوكة آيت باها من إنجازات فلاحية كبرى، فإن التحديات الأمنية المرتبطة بشبكات المخدرات تفرض نفسها اليوم كأحد العوائق التي يجب التعامل معها بصرامة وجدية. فالمنطقة لا تمثل فقط رقعة زراعية، بل هي رافعة اقتصادية وطنية تستحق حماية دائمة لضمان استدامة الإنتاج وتحصين شبابها وعمّالها.

 

ويبقى الرهان مطروحًا أمام مختلف المتدخلين، من سلطات أمنية ومؤسسات منتخبة وفاعلين مدنيين، للتصدي لهذه الظواهر وضمان أن تظل شتوكة قاطرة فلاحية آمنة وقادرة على الاستمرار في أداء دورها المحوري في الاقتصاد الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى