تيزنيت : اقتلاع الأركان وطمس معالم الأرض… مقاولة تُشعل غضب إيغيرملولن بجماعة الركادة!

متابعة : عابد أموسى
تعيش منطقة إيغيرملولن بجماعة الركادة على وقع غضب واستنكار واسعَيْن، عقب ما وصفته فعاليات محلية بـ“التجاوزات الخطيرة” التي ارتكبتها مقاولة مكلّفة بإنجاز أشغال حائط “الگابيون” بدوار الحفاير. وقد وجّهت جمعية محلية شكاية رسمية إلى المدير الإقليمي لوزارة الفلاحة بتيزنيت، تطالب فيها بفتح تحقيق وضبط مسؤوليات كل الأطراف المتورطة.

وحسب مضمون الشكاية، فإن المقاولة المكلفة بالأشغال لجأت إلى اقتلاع الحجارة مباشرة من أراضٍ مملوكة للساكنة دون ترخيص أو موافقة، في خرق واضح للمساطر القانونية المنظمة لاستغلال المواد الطبيعية. وتؤكد الجمعية أن هذه الممارسات تشكل اعتداءً صارخاً على الملكيات الخاصة، وتسببت في إلحاق أضرار بيئية واجتماعية واسعة.


ولم تقف الأضرار عند هذا الحد، إذ امتدت جرافات المقاولة إلى أشجار الأركان—الثروة البيئية المحمية بقانون خاص—حيث جرى اقتلاع بعضها واجتثاث جذور أخرى، في سلوك وصفته الساكنة بـ“المدمر للموروث الطبيعي” وبما يهدد هذه الأشجار بالذبول والانقراض التدريجي في محيط الدوار.

كما شمل التخريب عدداً من المجاري التقليدية التي توفّر مياه الأمطار للمطفيات العمومية، وهي نقط مائية يعتمد عليها السكان في سقي مواشيهم وتلبية احتياجاتهم اليومية. وتؤكد الساكنة أن هذا الإتلاف سيؤثر على مواردهم الحيوية، خصوصاً في ظل شح المياه الذي تعرفه المنطقة.

وأمام هذه الأوضاع، يطالب المتضررون السلطات الإقليمية والمصالح الوصية بالتدخل العاجل عبر إيفاد لجنة تقنية للوقوف على حجم الأضرار، وتحديد المسؤوليات القانونية وترتيب الجزاءات المناسبة، حمايةً للبيئة المحلية وصوناً لحقوق المواطنين.

وتبقى أعين ساكنة إيغيرملولن معلّقة على تحرّك الجهات المختصة، أملاً في وضع حد لهذه الاعتداءات وإلزام المقاولة باحترام القوانين المؤطرة للأشغال العمومية وحماية المجال الطبيعي.




