كلميم : شباب مجلس جهة كلميم واد نون… حين يبدأ جيل جديد في كسر جمود المؤسسات.

متابعة : عابد أموسى
في وقت ما يزال فيه النقاش العمومي بالمغرب يتجه نحو تعزيز مشاركة الشباب في تدبير الشأن الجهوي، يبرز في مجلس جهة كلميم واد نون جيل صاعد من المنتخبين الشباب الذين يحاولون إحداث تغيير حقيقي داخل واحدة من أكثر الجهات حساسية من حيث الملفات التنموية والاجتماعية. وفي مقدمة هؤلاء يبرز اسم إبراهيم حنانة، العضو الشاب بالمعارضة داخل المجلس، والذي أصبح حديث المتابعين بسبب حضوره القوي، ومواقفه الصريحة، وتتبعه الدقيق لملفات حارقة تهم المواطنين.
إبراهيم حنانة.. صوت شاب داخل معارضة تبحث عن التغيير
بحيث يمثل نموذجاً لتلك الطاقات الشابة التي نجحت في اختراق هياكل التمثيل الجهوي، ليس باعتباره رقماً إضافياً داخل المجلس، بل كصوت يذكّر بأن الشباب هم المعنيون أولاً وأخيراً بمصير السياسات العمومية في المنطقة.
فمن خلال تدخلاته داخل الدورات، ومواكبته للملفات الاجتماعية وعلى رأسها التعليم، التشغيل، والبنيات التحتية، استطاع أن يعيد النقاش حول جدوى العمل الجهوي، ويثير أسئلة لا تزال تُقلق الشارع المحلي، خصوصاً ما يتعلق بالشفافية، الحكامة، وتوزيع المشاريع.
دينامية شبابية تصطدم بواقع معقد
على الرغم من الإرادة التي يبديها المنتخبون الشباب بالجهة، إلا أن مناخ الاشتغال داخل المجلس يطرح تحديات كبيرة، أهمها:
بطء تنفيذ المشاريع المعلنة.
غياب الوضوح في برمجة بعض الميزانيات.
توتر العلاقة بين الأغلبية والمعارضة، ما يؤثر على السير العادي لبعض الملفات.
ورغم هذه العراقيل، يواصل الشباب—ومنهم إبراهيم حنانة—الضغط من أجل اعتماد مقاربة تنموية أكثر شمولية، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وتقديم أجوبة عملية لانتظارات الساكنة.
الشباب بين حماس التغيير وثقل الممارسة السياسية
وجود شباب مثل إبراهيم حنانة داخل مؤسسة جهوية مثل مجلس كلميم واد نون يعكس بداية تحول في الثقافة السياسية بالمنطقة. فالملاحظ أن هؤلاء لا يكتفون بالخطاب، بل يدخلون في تفاصيل الملفات التقنية، ويطالبون بنشر المعطيات، وتجويد طرق صرف المال العام، وهي أمور كانت حكراً على قلة من المنتخبين خلال السنوات الماضية.
كما أن انخراط الشباب في المعارضة يمنح النقاش الجهوي جرعة إضافية من الحيوية، ويُعيد الاعتبار لدور الرقابة السياسية التي تقوم بها المعارضة المنتخبة دفاعاً عن المصلحة العامة.
هل تكون تجربة الشباب مدخلاً لنهضة جهوية؟
اليوم، ومع تزايد حضور الأصوات الشابة داخل مجلس جهة كلميم واد نون، تتجدد الآمال في بناء نموذج تنموي محلي أكثر مصداقية.
لكن نجاح هذه التجربة يظل مرتبطاً بمدى استعداد المؤسسات لاحتضان هذه الطاقات، ومدى قدرة المنتخبين الشباب أنفسهم على الحفاظ على استقلاليتهم، والاستمرار في الدفاع عن قضايا المواطنين بعيداً عن أي اصطفافات ضيقة.
إن قصة العضو الشاب إبراهيم حنانة ليست سوى جزء من حكاية أكبر، عنوانها:
“جيل جديد يحاول صناعة مسار جديد في كلميم واد نون”.
جيل يرفض أن يبقى على الهامش، ويسعى لإثبات أن الشباب قادرون على ممارسة السياسة بمهنية، بجرأة، وبمنطق المصلحة العامة.



