مجتمع

ندوة دولية بمراكش تفكك أثر الذكاء الاصطناعي والتحولات الاجتماعية على الهوية والصحة النفسية

متابعة : عبد الهادي بكور

 

احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض في مراكش ندوة دولية تناولت موضوع «الذات المعاصرة» بمقاربات نفسية وإكلينيكية واجتماعية، بمشاركة باحثين وخبراء من المغرب وفرنسا وتونس، إضافة إلى مؤسسات علمية وثقافية دولية. ويمثل هذا اللقاء العلمي استجابة للاهتمام المتزايد بالتحولات العميقة التي يشهدها البناء النفسي للفرد في ظل الرقمنة وتسارع إيقاع الحياة وتغيّر أنماط العلاقات الاجتماعية.

 

أشرف على الندوة الأستاذ الدكتور مصطفى السعليتي، رئيس شعبة علم النفس، الذي أكد في كلمته أن فهم الذات المعاصرة أصبح ضرورة علمية، بالنظر إلى التعقيدات الجديدة التي أفرزتها التطورات الرقمية والاجتماعية. وأشار إلى أن هذه التحولات تفرض تجديد أدوات التحليل الإكلينيكي وتطوير مقاربات البحث في علم النفس من أجل مواكبة الظواهر النفسية المستجدة.

 

توزعت جلسات الندوة على مداخلات متعددة ناقشت قضايا نفسية واجتماعية مُلحّة، شملت الاضطرابات والسلوكات الجديدة المرتبطة بالرقمنة والذكاء الاصطناعي، وتطور العرض العلاجي في مجال الصحة النفسية، وتمثّلات المجتمع للمرض النفسي، والضغوط التي تواجهها الذات في سياقات الحياة العصرية. كما عالجت الجلسات موضوعات تتعلق بالاضطرابات السلوكية لدى المراهقين، والإرهاق النفسي داخل المهن المتطلبة مثل السياحة والفندقة، وإشكالات الهوية في علاقتها بالهجرة، إضافة إلى قضايا الذات العربية وتفاعلها مع الآخر، وكذلك تحولات النوروديفرجي في زمن التطور التكنولوجي المتسارع.

 

وعرفت الندوة مشاركة عدد من الباحثين البارزين دولياً، من بينهم Serge Tisseron وOlivier Putois وAlbert Ciccone وFrédéric Tordo وElsa Godart، إلى جانب أساتذة من مختلف الجامعات المغربية، ما منح النقاش العلمي بعداً متعدد التخصصات وأسهم في تعميق مقاربات فهم الذات في سياق المعاصرة.

 

واختتمت أشغال الندوة بإصدار توصيات تدعو إلى تعزيز البحث العلمي المشترك بين تخصصات علم النفس والعلوم الاجتماعية، وتطوير برامج التكوين في علم النفس الإكلينيكي، مع التأكيد على أهمية الاستمرار في تنظيم لقاءات علمية دولية لمتابعة أثر التحولات الرقمية والاجتماعية على الصحة النفسية والهوية الفردية والجماعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى