في نهائي كأس العرب بقطر .. ” أسود الأطلس” في مهمة معانقة المجد وتاريخ الرياضة المغربية..

جريدة: الوطن بريس” ✍️”المراسل الرياضي : مصطفى جراف”
تتجه أنظار الجماهير العربية والمغربية، اليوم الخميس 18 دجنبر 2025، صوب ملعب “لوسيل” المونديالي بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث يضرب المنتخب الوطني المغربي الرديف موعداً متجدداً مع التاريخ في نهائي كأس العرب. هذا المشهد الختامي الذي يجمع “أسود الأطلس” بنظيرهم الأردني، يتجاوز كونه مجرد مباراة كرة قدم؛ إنه فصل جديد من فصول الريادة المغربية التي باتت تفرض سطوتها على الساحة الكروية إقليمياً ودولياً.
و تعد الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس حجر الزاوية في هذه النهضة غير المسبوقة. فمنذ تأسيس “أكاديمية محمد السادس لكرة القدم” عام 2007، دخلت الرياضة الوطنية منعطفاً استراتيجياً نجح في المزاوجة بين التكوين الاحترافي والتحصيل الأكاديمي. هذه المعلمة تحولت إلى “خزان ذهبي” يرفد المنتخبات الوطنية بنجوم من طينة نايف أكرد، يوسف النصيري، وعز الدين أوناحي، الذين أثبتوا صوابية الرهان الملكي على التكوين المحلي عالي الجودة.
وبعيدا عن تشييد المرافق، شكلت التوجيهات السيادية والحوكمة الجيدة محركاً فعلياً لجعل الرياضة رافعة للتنمية، مما جعل المغرب اليوم قبلة لاستضافة كبرى التظاهرات العالمية ومنظومة كروية تلهم القارة السمراء والعالم العربي.
وفي قراءة تقنية لهذا المسار، أكد الصحفي الرياضي أيوب قيس المدياري، في تصريح صحافي أن النجاحات المتلاحقة هي ثمرة مباشرة للمناظرة الوطنية والرسالة الملكية السامية بالصخيرات، والتي كانت “اللبنة الأولى” لبناء مشروع كروي متكامل.
وأوضح المدياري أن هذا التألق هو نتاج تخطيط دقيق سهرت عليه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مشيراً إلى أن ملامح “جني الثمار” تتجسد في الوصول لنصف نهائي مونديال 2022، وتتويج منتخب أقل من 20 سنة بكأس العالم، وصولاً إلى نهائي كأس العرب اليوم. وأعرب المدياري عن أمله في أن تمتد هذه العدوى الإيجابية لتشمل كافة الرياضات الوطنية تحت قيادة أطر كفؤة مثل وليد الركراكي وطارق السكتيوي.
و تكتسي مباراة اليوم صبغة خاصة، حيث تشهد دكة البدلاء صراعاً فنياً بين صديقين مغربيين: طارق السكتيوي الطامح لإبقاء الكأس في الخزانة المغربية، وجمال السلامي الذي يسعى لكتابة تاريخ جديد مع “النشامى” الأردنيين. هذا المشهد يعكس بوضوح تصدير المغرب للأطر التدريبية الكفؤة إلى الواجهة الدولية.
ميدانياً، يدخل “الأسود” المباراة بروح قتالية عالية وفلسفة تعتمد على “الرضا” والاحترام التي يغرسها السكتيوي. وسيكون الرهان كبيراً على نجاعة هجومية يقودها كريم البركاوي وأسامة طنان، بمساندة من الأطراف عبر محمد بولكسوت، وصلابة دفاعية بقيادة سفيان بوفتيني، في توليفة تمزج بين الجمالية والفعالية التكتيكية.
إن وصول المنتخب الرديف لهذا النهائي ليس إلا تأكيداً على استمرارية العطاء وتوفر “الخلف القوي” للمنتخب الأول، مما يضمن بقاء الراية المغربية خفاقة في منصات المجد لسنوات طويلة قادمة.




