طانطان … مدينة ميت حي
عبد الغني مبروك :
طانطان مدينة ميت حي
(Tan-Tan Zombie City)
طانطان هي مدينة مغربية، وعاصمة إقليم طانطان بجهة كلميم واد نون في جنوب المغرب. وهي تضم 209 73 نسمة، حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014. وتقع طانطان على الطريق الوطنية رقم 1، وتبعد عن كلميم بـ 125 كلم .
طانطان مدينة صغيرة تأسست المدينة سنة 1940، تعطيك استمتاع بوتيرة حياة مريحة ولديها سحر أصيل. كل هذا يبدو لنا جميلا في بداية المقال، لكن هنا تبدأ قصة مدينة فيها الإنسان كٱلة بدون تفكير، حيت نرى الأوضاع كارثية ومخيفة في جو هادئ، تطلع شمس الصباح وتستيقظ كل المدن إلا مدينة طان طان تشعر بأنها لا تزال في سبات!!، هل هذا خيال أم واقع معاش!؟.
مدينة طانطان
التي يدلعونها بمدينة العبور وحين يريدون إحترامها كرجل حكيم ومسن يدلعونها بإسم أول عمالة في الجنوب، لكن في الواقع تجدها في مستنقع مياه راكدة، حركة ثقيلة إثر غياب التطور، تشعر بأنك تعيش في قرية في جيل لم يعد يدعم التحديث الجديد، مقالنا اليوم لن يكون مقارنة بين مدينة طانطان والمدن المجاورة من نفس الجهة من مواصفات وبنيات تحتية وثروات أكيد لن يكون،تفاديا لأي إهانة تحت ما يسمى “شرح الواضحات من مفضحات”، بل مقالنا اليوم يعتمد فقط على ما تعيشه المدينة مدينة “ميت حي”.
تعرف طانطان بحركة بشرية جيدة وإستهلاك واضح ،بينما لن ترى أية نتائج إيجابية تعود عليها بوفرة أو بنجاحات، مدينة يغيب فيها الإعلام ولم يعد له دور فقط إلا في إيجاد المفقودات والترحم على الأموات، كأننا لا نعيش أحداثا وتطورات جديدة، في الحقيقة ،نحن لا نتقدم ولا نعيش الإختلاف بل نعيش الكوارت فقط ،وكل فرد يعيش نفس الروتين كل يوم…
لنتعمق بسرعة في واقع مدينة طانطان ونختصر الكلام، ونبحث عن شباب المنطقة فهم ركيزة لكل عشيرة،قبيلة أو أمة، شباب مدينة طانطان مختلف كثيرا عن كل الشباب، شباب محب،كريم، فقير،مهمش،ذكي وغبي في نفس الوقت، هذا ليس شتم وإنما لتتمة قرائتك للمقال ستفهم معنى الجملة السابقة، شباب تائه إعتاد على الهدوء وتقبل الواقع ظنا منه أن التغيير سيأتي بدون حركة منه، سار معتمدا على غيره دون شعور ،بل أقفل على نفسه في مدينته وصار بدون تفكير يستيقظ كل يوم ليفعل ما فعله بلأمس…
تجد فئة من شباب المدينة في الأحياء في نفس المكان كل يوم، يبحث عن المخدرات أو المشروبات البيضاء(الماحية) التي ملأت بطون أكثرهم، والتي بسببها جعلت ارواح تزهق بأشكال مختلفة إذ تبقى هي السبب المشترك، ومن أشكالها نجد حوادت السير،القتل العمد،جرائم السرقة،الضرب والجرح ….وفئة أخرى من الشباب تنكب لتتعاطى الحلويات الملونة(الفنيد) لتغيب عقولهم، ولن ننسى الشكولاطة المبرومة(الحشيش) والتي تجدها متوفرة في جميع الأحياء في كل الأوقات، التي حولت شبابا كان حركيا فاعلا ذكيا وطموحا إلى شباب نائم غافل صامت هادئ وغائب، تقيل الحركة بعيد عن الأسرة، يشكك في الأمور التافهة،وتمر سنوات حياته بنفس الروتين.
والان سنذهب بكلماتنا إلى السكان الأصلين للمقاهي تجدهم يتحدثون في كل شيء إلا في مستقبلهم، يتحدثون في الناس ينافقون بعضهم البعض ،يتحدثون حتى على بعضهم في غيابهم، ويتحدثون عن تحرير فلسطين وهم لم يحرروا حتى أنفسهم من النميمة ،الروتين ،العشوائية التي تعيشها المدينة.
للٱسف حين لا ينفع الأسف كنت ولازلت
إبن المنطقة محبا لها مخلصا لها وكل كلامي غيرة وحسرة وألما أتقاسمه معكم في حديثي وأوجه أصبع الإتهام لي قبل الجميع، إلى متى كل هذا الضياع!؟ الى متى ستبقى مدينة الكرماء في هذا المستنقع؟ أسئلة كثيرة تهاجم عقلي الصغير، وألم كبير يشلل نبضات قلبي، أسرتي، عائلتي، أصدقائي ،إخوتي، أحبتي وكل من في المدينة ،هَم يراودني عليهم وينتابني التفكير المفرط حتى على نفسي ومستقبلي كيف لي أن أبني أسرة وأنا مكبل اليدين والرجلين في مدينة الزومبي.
وأنهي كلامي باننا لم ولن ننسى حلم التغيير والاصلاح الذي لطالما حلمنا به مع قادة المدينة، لم ننسى الوعود المزيفة التي وعدتمونا بها، وعود العمل الجاد لتطوير هذه المدينة المنسية، بل اخدتم مناصبكم وأخلفتم وعودكم.. نامو يا قادة فلقد…..
وَتبقي أزمة الخريف هي الحياة الدائمة لاقتصاد المدينة..
لك الله يا طنطان والى هنا إلهي وإلاهكم واحد..