الإنزال الأمريكي على الشواطئ المغربية . عملية المشعل (Operation Torch): 8-11 نونبر 1942
منقول :
قامت قوات الحلفاء بالتخطيط والإعداد وتنفيذ إنزالٍ عسكري أمريكي – بريطاني في شمال القارة الإفريقية، كان الهدف الأساسي منه هو منع القوات الألمانية النازية من السيطرة على شمال وغرب إفريقيا وفتح جبهة جديدة لتخفيف الضغط على السوفييت. وبمناسبة الذكرى 82 لهذا الإنزال، أعدت مديرية التاريخ العسكري موجزًا عن هذا الحدث استنادًا إلى المعطيات التاريخية.
تعتبر عملية المشعل من أوّل وأكبر العمليات البرمائية التي نفذتها القوات البريطانية -الأمريكية في شمال إفريقيا، وتَرَكَّزَت بالأساس على السواحل المغربية بكلّ من آسفي، فضالة (المحمدية حاليا) وبورليوطي (المهدية حاليا). أوكلت هذه المهمّة لقوة المهام الغربية 34 The Western Task Force 34 بقيادة الجنرال باتون، بينما أسندت قيادة العملية برمّتها للجنرال أيزنهاور. في أسفي، قاد الجنرال هارمون إنزالًا ناجحًا، على عكس المعارك الشرسة في ميناء بور ليوطي حيث واجه الجنرال تروسكوت مقاومة شديدة، أما في فضالة (المحمدية) وميناء الدار البيضاء فقد وقعت معركة عنيفة أسفرت عن خسائر كبيرة، حيث قتل 2300 شخص وتضررت البنية التحتية بشكل كبير وتمّ إغراق عدد كبير من السفن والغواصات الفرنسية.
بالنسبة للحلفاء، كانت العملية علامة بارزة كأكبر عملية إنزال بحري، مما ساهم في تعزيز مكانة المملكة المغربية دوليًا وإقامة علاقات قوية مع كبار صانعي القرار من الحلفاء، مما ساعد في تحقيق استقلاله في 18 نونبر 1956 وفتح الطريق نحو تطوير المغرب الحديث.