مجتمع

هل تنتصر إرادة الجامعة الجديدة بفاس على لوبي الفساد

      عرفت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، منذ السنة الماضية دينامية ملحوظة على مستوى التدبير المالي والبحث العلمي ومواكبة تنزيل الإصلاح البيداغوجي الجديد ، وذلك من خلال تفعيل هياكل الجامعة واتخاذ سلسلة من القرارات التي من شأنها الرقي بالأداء والإنجاز بحثا وتكوينا وانفتاحا، علاوة على تشجيع المبادرات الذاتية والجماعية وتحرير الطاقات بمنهجية تشاركية شفافة من شأنها ترميم الاختلالات ووقف حالة الإحباط واليأس الذي خيم على جامعة سيدي محمد بن عبد الله طيلة الولاية السابقة ، غير أن التحدي الكبير الذي يواجه الجامعة في الوقت الراهن هو إرجاع الثقة المفقودة ومواجهة المبادرات الفاسدة التي عاثت في مالية الجامعة وفي مناصبها وفي مرافقها فسادا،.
فقد وجدت هذه التوجهات الفاسدة نفسها أمام الدينامية الجديدة للجامعة في التدبير والتسيير محرومة ومفطومة من الامتيازات و كل أنواع الريع التي توزع عليهم نهارا جهارا هنا وهناك بلا حسيب ولا رقيب ، والتضييق على الشرفاء والنزهاء الذين بنيت على أكتافهم جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس . و طبيعي أن تقف هذه التوجهات الفاسدة منزعجة من حالة التغيير و الوضوح والشفافية في تدبير المرافق الجامعية وتسييرها، لذلك بدأت مؤخرا في ترتيب بيتها العنكبوتي، و محاولة بناء خطتها الهجومية ضد التسيير الجديد والهيكل التنظيمي للجامعة بدءا برئيسها وطاقمه الإداري وهياكل الجامعة، فقد بدأت أولى خطوات هذه الأصوات الشادة في توجيه اتهامات باطلة لرئيس الجامعة المعروف بين أوساط كل مكونات الجامعة بالجمع بين ما تفرق في غيره. وقد امتدت اتهاماتهم الخبيثة إلى الطاقم الإداري للجامعة من خلال محاولات يائسة للتشكيك في كفاءة مدير القطب الذي شغل بجدارة واستحقاق منصب نائب رئيس الجامعة أيام عز الجامعة ورقيها، و قبل هذا وذاك مناضلا نقابيا حقيقيا بكل ما تحمله كلمة النضال من معنى، مما مكنه من تدبير مختلف الملفات الشائكة بجدارة واستحقاق. ويسر انكشاف هؤلاء الفراقيد وافتضاح أمر الفاسدين والعابثين بتاريخ الجامعة ومستقبلها ،
ومن تجليات هذه الأيادي الخبيثة المفضوحة أمرها ما يجري في بعض الكليات من اختلالات جوهرية لم تعد خافية عن الجميع والتي مست مختلف جوانب التدبير والتسيير الانفرادي للمؤسسات الجامعية ضاربين عرض الحائط بكل القوانين المنظمة للتعليم العالي وبكل الأعراف الجامعية.
والغريب في الأمر محاولة بعض حراس العهد القديم الظهور من جديد بمظهر النزاهة والاستقامة والطهر الأخلاقي والاصطفاف اللامشروط مع العهد الجديد وهم المعروفون بدفاعهم بكل الوسائل غير المشروعة عن التوجهات والاختيارات الفاشلة التي ضيعت على الجامعة ردحا من الزمن الأكاديمي الرصين. وعليه ألم يان لهؤلاء الأشباه والنظائر التواري عن الأنظار حفاظا على ما تبقى من كرامتهم وفسح المجال لإنقاذ الجامعة وانبعاثها من جديد؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى