أخبار وطنية

إنجاز تاريخي: مناقشة رسالة دكتوراه في الاقتصاد داخل أسوار المؤسسة السجنية بايت ملول 1

أيت ملول / متابعة: رحال الأنصاري

في إنجاز تاريخي يعد الأول من نوعه، شهدت المؤسسة السجنية بايت ملول 1 صباح يوم الأربعاء 26 فبراير 2025 حدثًا أكاديميًا مميزًا تمثل في مناقشة رسالة دكتوراه في الاقتصاد داخل فضائها الجامعي. الموضوع الذي حمل عنوان “LES ANTÉCÉDENTS DU SUCCÈS L’EXTERNALISATION DU SERVICE DE TRANSPORT DU PERSONNEL DANS LE SECTEUR AGRICOLE” تناول أحد أبرز القضايا الاقتصادية في القطاع الزراعي، حيث تقدم بها أحد النزلاء الذين كانوا يتابعون دراستهم الجامعية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكادير، تخصص “علوم الاقتصاد والتدبير”.

 

هذا الحدث العلمي، الذي يرسخ لمفهوم التعليم في السجون وتحقيق تكافؤ الفرص، ترأسه الدكتور الحسين أبودرار، أستاذ الاقتصاد بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكادير، الذي أشرف على الرسالة بصفته رئيسًا للجنة المناقشة. كما ساهم في الإشراف الدكتور بابا الخرشي، أستاذ بكلية الاقتصاد والتدبير بكلميم، فيما شارك في اللجنة كل من الدكتورة خديجة معزي، أستاذة بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بمراكش (جامعة القاضي عياض)، والدكتور حسن بتريش، عضو في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكادير.

وقد حضرت المناقشة بشكل مميز شخصيات أكاديمية وإدارية بارزة، على رأسهم السيد عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكادير، الدكتور سي محمد بوعزيز، ونائبه الدكتور الماكوري، إضافة إلى مدير المؤسسة السجنية ورؤساء المصالح بها، فضلاً عن مجموعة من موظفي المؤسسة وأفراد عائلة النزيل.

 

وإثر المناقشة العلمية، وبعد تقييم الرسالة من قبل اللجنة، تم منح الطالب الباحث درجة الدكتوراه في الاقتصاد بميزة “مشرف جدًا”، مع توصية بالطبع. وهذا التتويج لم يكن فقط نتيجة جهد شخصي، بل هو أيضًا ثمرة السياسة العامة التي تعتمدها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والتي تهدف إلى تعزيز التعليم والتكوين داخل السجون، وتشجيع النزلاء على استثمار فترة اعتقالهم في بناء مستقبلهم العلمي والمهني.

هذا الحدث يتناغم مع استراتيجية المؤسسة السجنية بايت ملول 1، التي تبذل جهودًا كبيرة من أجل تعزيز التعليم الجامعي داخل أسوارها، حيث يتابع أكثر من 230 نزيلاً دراستهم الجامعية في مختلف التخصصات والمستويات، وذلك بشراكة مع جامعة ابن زهر بأكادير. وفي إطار هذه السياسة، تسعى إدارة السجون إلى توفير بيئة تعليمية ملائمة، تحفز على التحصيل الأكاديمي والتكوين المهني، مما يسهم في اندماج النزلاء في المجتمع بعد الإفراج عنهم.

إن مناقشة رسالة الدكتوراه في هذا السياق تُعد بمثابة خطوة هامة نحو تفعيل دور التعليم كأداة رئيسية في تأهيل السجناء، وتغيير نظرة المجتمع تجاههم. فهي تجسد نجاحات ملموسة في مجالات التأهيل الاجتماعي والعلمي، وترسخ المبادئ الأساسية لإعادة الإدماج، بما يعزز من قدرة هؤلاء الأفراد على المساهمة في بناء مجتمعهم بشكل إيجابي بعد الإفراج عنهم.

بهذا الإنجاز الكبير، تفتح المؤسسة السجنية بايت ملول 1 الباب أمام مزيد من النجاحات في مجال تأهيل السجناء وتحقيق طموحاتهم الأكاديمية، ما يبرز أهمية التعليم كأداة للفرصة الثانية، ويؤكد على قدرة الإرادة البشرية على تخطي التحديات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى