“حين تتحول التحديات إلى وعي جماعي: ندوة علمية تضيء واقع الإعاقة بجهة الدار البيضاء”

حـــنــان قـــوتـي

بالدار البيضاء مساء يوم الخميس 12 يونيو 2025، احتضن المركب الثقافي آنفا ندوة علمية جهوية تحت عنوان “الإعاقة بالمغرب.. الواقع والتحديات”، وذلك في إطار الحملة الوطنية الأولى “لإذكاء الوعي بالإعاقة”، المنظمة من طرف وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة تحت شعار “نغيروا النظرة ديالنا.. أوا هي دبا”، والتي تمتد من 21 ماي إلى 21 يونيو 2025.

الندوة، التي أشرفت على تنظيمها المنسقية الجهوية للتعاون الوطني بجهة الدار البيضاء سطات، جاءت لتسلط الضوء على واقع الأشخاص في وضعية إعاقة، وتناقش التحديات التي تعترض إدماجهم الفعلي في المجتمع، خصوصًا في مجالات التعليم، التشغيل، والولوج إلى الخدمات الأساسية.

وقد شهد اللقاء حضور نخبة من الباحثين، والفاعلين المؤسساتيين، وممثلي المجتمع المدني، إلى جانب أسر وأشخاص في وضعية إعاقة، مما أضفى على النقاش طابعًا تفاعليًا وإنسانيًا عميقًا. وتناولت المداخلات العلمية قضايا متعددة، من بينها التمثلات الاجتماعية السائدة حول الإعاقة، وسبل تفكيك الصور النمطية، إضافة إلى استعراض تجارب ناجحة في الإدماج التربوي والمهنية.

كما تم التأكيد على أهمية الانتقال من المقاربة الإحسانية إلى المقاربة الحقوقية، التي تضمن للأشخاص في وضعية إعاقة كرامتهم ومواطنتهم الكاملة، مع الدعوة إلى تعزيز التكوين المتخصص للأطر التربوية، وتفعيل النصوص القانونية ذات الصلة.

الندوة لم تخلُ من لحظات مؤثرة، حيث تمت تدخلات وأسئلة من الحضور ، عبّروا فيها عن طموحاتهم وتحدياتهم اليومية، في مشاهد يجسّد الحاجة الملحة إلى تغيير النظرة المجتمعية، من الشفقة إلى الاعتراف بالقدرة.

بهذا اللقاء، تكون جهة الدار البيضاء سطات قد ساهمت بقوة في الحملة الوطنية لإذكاء الوعي بالإعاقة، مؤكدة أن التغيير يبدأ من الحوار ، وأن الإدماج الحقيقي لا يتحقق إلا بإرادة جماعية ومقاربات دامجة.