حوار بين الغرور والذكاء

متابعة : كمال قابل
يحكى أنه في إحدى قاعات المحاضرات، كان أستاذ يختبر طلابه بأسئلة بسيطة، ولكن بنبرة متغطرسة. أراد أن يستعرض سلطته على الطلاب، فسأل أحدهم بتهكم: “كم عدد الكلى لدينا؟”
أجاب الطالب بهدوء غير متوقع: “أربعة.”
غضب الأستاذ، ووجدها فرصة لإحراجه أمام الجميع. ضحك بسخرية وقال لمساعده: “أحضر بعض العشب، فلدينا حمار في القاعة!”
لم يبالِ الطالب بنظرات السخرية، وردّ على الفور بذكاء: “وقهوة لي لو سمحت!”
استشاط الأستاذ غضبًا، وطرده من القاعة. لكن الطالب لم يخرج قبل أن يوجه كلامه للأستاذ قائلاً: “سيدي الأستاذ، سؤالك كان “كم عدد الكلى لدينا”، وكلمة “لدينا” تعني أنت وأنا. لذا، لدينا أربع كلى: اثنتان لي واثنتان لك. الآن، استمتع بعشبك، وسأستمتع بقهوتي.”
العبرة من القصة
هذه القصة تحمل في طياتها درسًا عميقًا. إنها تذكير بأن الذكاء ليس مجرد حفظ للمعلومات، بل هو سرعة البديهة والقدرة على التفكير النقدي.
للأسف، هناك نماذج حقيقية لأشخاص تم تحطيم طموحاتهم وأحلامهم على أيدي من كان من المفترض أن يدعموهم ويقدموا لهم يد العون. قد يواجه الطالب الذكي أو الموظف المبدع من يشعر بالغيرة من إمكاناته وقدرته على التفوق، فيقومون بتحطيم معنوياته خوفًا من أن يتفوق عليهم. هذه القصة تظهر أهمية التواضع في التعلم، وأن المعلم الحقيقي يفرح بتفوق تلاميذه، لأنه يرى في نجاحهم امتدادًا لجهده وعلمه.