مجتمع

الصحراء المغربية: السيادة التامة حقيقة تاريخية لا تقبل الجدل.

 

بقلم : بوخريص محمد

 

إن الحديث عن قضية الصحراء المغربية ليس مجرد سرد لتاريخ أو خلاف على أرض، بل هو تأكيد على حقائق تاريخية وجغرافية وسياسية راسخة لا تقبل الجدل ولا المساومة. الصحراء كانت، وستظل، وستبقى إلى الأبد مغربية، شاء من شاء وأبى من أبى. هذه الحقيقة ليست شعارًا عاطفيًا، بل هي جوهر الدولة المغربية وتعبير عن وحدة ترابية مقدسة لا يمكن التنازل عن شبر منها.

إن أي محاولة لوصف الصحراء بأنها “أرض متنازع عليها” تتجاهل بشكل صارخ الروابط التاريخية العميقة التي تجمع قبائل وعشائر الصحراء بالعرش العلوي الشريف. هذه الروابط ليست وليدة اليوم، بل هي عقود من البيعة والولاء المتبادل التي توثقها وثائق تاريخية، رسائل، وظهائر شريفة تشهد على الامتداد الشرعي والسيادي لسلاطين وملوك المغرب على هذه الأقاليم منذ قرون. كانت الصحراء دائمًا جزءًا لا يتجزأ من المملكة الشريفة، يمارس فيها سلاطين المغرب سيادتهم الكاملة دون انقطاع.

في هذا السياق، يصبح الحديث عن “الحكم الذاتي” أو “الاستفتاء” مجرد مناورات سياسية عقيمة لا تستند إلى أساس تاريخي أو قانوني متين.

* لا للحكم الذاتي: إن مقترح الحكم الذاتي، رغم كونه آلية جدية لإنهاء النزاع المفتعل، لا يمكن أن يُفهم على أنه تنازل عن السيادة الكاملة للمغرب. الصحراء ليست إقليماً مستقلاً يحتاج إلى “منح” حكم ذاتي، بل هي جزء أصيل من المغرب، وحل النزاع يجب أن يكون ضمن إطار السيادة المغربية الكاملة ووحدتها الترابية، وهو الموقف الذي يحظى بدعم دولي متزايد.

* لا للاستفتاء: إن فكرة الاستفتاء عفا عليها الزمن، وهي مرفوضة جذريًا لأنها محاولة لتفكيك دولة قائمة وتاريخية. سكان الصحراء مغاربة، وولاؤهم للمملكة يترجمونه يوميًا عبر انخراطهم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للوطن. لا حاجة لاستفتاء يهدف إلى التشكيك في هوية واختيار شعب هو جزء من النسيج الوطني المغربي.

المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها . المملكة المغربية، بكافة مؤسساتها وشعبها، ترفض رفضًا قاطعًا أي مساس بوحدتها الترابية. لقد استثمر المغرب في أقاليمه الجنوبية، وبناها، وطورها لتكون قاطرة للتنمية، مما يؤكد على التزامه الراسخ تجاه هذه الأرض وسكانها.

إن القرار المغربي ثابت، لا تراجع عنه ولا مساومة فيه. الصحراء مغربية، وهذه حقيقة لا يمكن لأي كيان مصطنع أو لأي محاولة انفصالية أن تغيرها. فلتدرك الأطراف المعنية أن المستقبل يكمن في الاعتراف بسيادة المغرب والتعاون على أساس الاحترام المتبادل، لا في استمرار الأوهام التي عفا عليها الزمن.

الصحراء ستبقى مغربية إلى الأبد، وهذا هو القول الفصل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى