أخبار وطنية

موسم طانطان في دورته 18 ترسيخ لعالمية ثقافة الرحل بدلالات قيم التضامن والتعاون.

 

أحمد مازوز. / جريدة: أصداء الجهات المغرببة

 

من دورة الى اخرى يسجل موسم طانطان تالقه ويدخل غمار مزاحمة التظاهرات الفنية والثقافية العالمية مبرزا الجوانب الرئيسية للصحراويين وثقافة وعيش الصحراويين التي تعكس طريقة حياتهم وتكييفهم مع بيئة الصحراء تتطلب مهارات خاصة للبقاء والاستدامة.

وكما دأبت عليه مؤسسة ألموكار كل سنة تعود هذه المرة لتضرب موعدها مع اشعاع جديد من تاريخ الثراث الغير المادي وتعلن عن تنظيم الدورة الثامنة عشر لموسم طانطان، بعنوان موسم طانطان: شاهد حي على عالمية ثقافة الرحل”.باعتباره محطة أساسية للاحتفاء بالثراء الثقافي والتراث غير المادي للمغرب، خلال الفترة الممتدة بين 14 و18 ماي 2025، تحت الرعاية الملكية السامية .

 

موسم طانطان تم الاعتراف به من قبل اليونسكو ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، لما يجسده من نمط في أسلوب حياة الرحل، القائم على التنقل والتكيف مع الطبيعة، الى جانب ما يمثله من فضاءً للحوار الثقافي بين المجتمعات، حيث يلتقي الحاضر بالماضي في مشاهد تعبّر عن هوية ثقافية غنية ومتنوعة تمتد بجدورها التاريخية في وجدان الانسان الصحراوي وتنموى في بيئة سكانية ذات العمق الاجتماعي التضامني.

الجميع اجمع ان موسم طانطان يعد تظاهرة ثقافية برمزيتها التاريخية تحتفي بتقاليد الرحل وبالثقافة الحسانية، ويكتسي أهمية كبرى بوصفها نقطة تجمع سنوي لأكثر من ثلاثين قبيلة للرحل، يلتقون قصد التبادل فيما بينهم ومن أجل صون تراثهم الثقافي، خصوصا فيما يتعلق بالموسيقى والرقص والحرف اليدوية والعادات التقليدية…وكل ماهو مكون من مكونات النسيج الإجتماعي الحساني.

جائت هذه الدورة في نسختها 18 ببرنامج يتضمن فقرات متنوعة وغنية، تجسد تجربة ثرية للثقافة البدوية، من خلال عروض تقليدية جذابة، وإقامة معارض للحرف اليدوية الأصيلة، وتنظيم التبوريدة، وسباقات الإبل، إضافة إلى معارض تراثية على مدار أيام الموسم لإبراز التراث الحي الذي تزخر به المنطقة.

فحسب المنظمين من المقرر أيضا برمجة مسابقة حلب الإبل والألعاب الشعبية التقليدية، إلى جانب إقامة سهرات موسيقية لفنانين مشهورين على الصعيدين الوطني والدولي، إضافة إلى مشاركة مواهب محلية التي ستضيف بُعدا احتفاليا خاصا لهذه التظاهرة الفريدة من نوعها.

وفي نفس السياق فعاليات موسم هذا العام ستعرف ، عقد ندوتين عمليتين بحضور خبراء وباحثين ومهتمين، ندوة اقتصادية مخصصة للاستثمار، تهدف إلى تعزيز التنمية المحلية وتشجيع الشراكات الاقتصادية في المنطقة، وندوة ثقافية تتمحور حول موضوع “الشعر النسائي الحساني”، حيث سيتم تسليط الضوء على إبداع المرأة الصحراوية في المجال الأدبي، وإبراز دورها في حفظ ونقل التراث الشفهي.

الجدير بالذكر أنه منذ ثمانية أعوام متتالية، وعلى غرار الدورات السابقة، يستضيف موسم طانطان، دولة الإمارات العربية المتحدة كشريك، معززا بذلك الروابط التعاونية والتبادل الثقافي التي تميز هذا الحدث الرمزي، وتجسد العلاقات الأخوية مع المغرب.

يفترض أن العمل لا يرتبط بشخص ما، بل هو عمل جماعي تقوم به مؤسسة “الموگار ” وليس فرد ممثلا في شخص معين كما يروج بعض المنتسبين إلى جماعة اليأس والإحباط فقط لمعاكسة ومعاداة الغاية السامية من هدف موسم طانطان الذي هو اصلا وفصلا من جدور الهوية الصحراوية بفنها وثراتها وموسيقاها وفنانيها مع ما يشكله من انفتاح الانسان الصحراوي على الثقافات العالمية المتنوعة .

على سبيل الختم يتميز الصحراويون بالتمسك بقيم التضامن والتعاون داخل مجتمع ينتمي فيه الأفراد إلى قبيلة وعائلات تشكل الوحدة الأساسية للتنظيم الاجتماعي والاقتصادي حيث تعتبر العشيرة مسؤولة عن توفير الدعم والحماية لأفرادها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى