الصحراء المغربية

العيون… مشاريع تزدهر وعطش يتفاقم: أزمة الماء تفضح اختلالات التوزيع

متابعة : رحال الأنصاري

في الوقت الذي تتسابق فيه مدينة العيون نحو التمدن الحديث وتتزين بشبكات من الطرق والمشاريع الكبرى والمساحات الخضراء تعاني الأسر من أزمة صادمة تتعلق بأبسط مقومات الحياة: الماء الصالح للشرب.

🔹 معاناة يومية تحت وهج التنمية

سكان المدينة خاصة في الأحياء الشعبية يعيشون على وقع انقطاعات متكررة لمياه الشرب جعلت الحصول على الماء مهمة شاقة. ومع غياب حلول دائمة تلجأ الأسر إلى صهاريج المياه التي غالبًا ما توزع مياهًا مالحة أو غير صالحة للاستعمال اليومي مما يدفع كثيرين إلى اقتناء الماء المعلّب من المحلات التجارية رغم ضعف القدرة الشرائية.

🔹 مفارقة مؤلمة بين العمران والعطش

إنها مفارقة صارخة: تنمية عمرانية دون ضمان مقومات الحياة الأساسية. فمن غير المنطقي أن تعيش واحدة من أكبر مدن الصحراء هذا الوضع في زمن محطات التحلية والتكنولوجيا وتحت أعين المؤسسات والجهات المسؤولة عن تدبير الماء.

🔹 الماء… نعمة إلهية وحق إنساني

إن الماء نعمة ربانية لا يجوز التفريط فيها أو جعلها أداة للمعاناة، وقد جاء في القرآن الكريم:

﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48]
﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ﴾ [الواقعة: 68-69]

فكيف يُعقل أن يحرم المواطن من هذه النعمة، في منطقة يُفترض أنها أصبحت نموذجًا في الأمن والاستقرار؟

🔹 أسئلة معلّقة… إلى متى الانتظار؟

الوضع لم يعد يُحتمل، والاحتجاجات الصامتة التي تتردد في الشوارع والأزقة يجب أن تتحول إلى تحرك فعلي من الجهات المسؤولة.
أين دور المكتب الوطني للماء الصالح للشرب؟ وأين هي خطط الجماعة والجهة؟ وهل وُضعت حلول طويلة الأمد أم أن الأزمة تُدار بعقلية “المسكنات”؟

يبقى أمل ساكنة العيون معلّقًا على إرادة حقيقية لإيجاد حلول جذرية فـالعطش لا ينتظر ولا تنمية حقيقية دون عدالة مائية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى