هل تحركات رئيسة مجلس العمالة كافية للفوز بالاستحقاقات المقبلة؟

في ظل الحراك السياسي المبكر الذي تعرفه عمالة الصخيرات تمارة، تتسارع وتيرة التنافس بين عدد من الوجوه السياسية البارزة، في مشهد يوحي بأن المعركة الانتخابية قد بدأت قبل أوانها. ولعل من أبرز ما أفرزته هذه المرحلة، هو عودة بعض الأسماء إلى الواجهة من خلال تحركات إعلامية وجماهيرية متفرقة، قد يُعتقد للوهلة الأولى أنها تعبّر عن قوة ميدانية، غير أن المتابعين للشأن المحلي يعلمون أن الصورة أبعد من ذلك بكثير.
من بين الأسماء التي عادت للظهور، نجد رئيسة مجلس العمالة، السيدة اعتماد الزاهيدي، التي كثّفت من مشاركاتها في أنشطة نسائية ومدنية، في ما يبدو أنه بداية لحملة انتخابية غير معلنة. غير أن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل تكفي هذه التحركات المحدودة والموجهة لإزاحة اسم سياسي مخضرم من طينة زهير الزمزامي؟
الزمزامي، ابن عائلة عريقة في العمل السياسي، واسم لا يختلف عليه اثنان حين يُذكر العمل الميداني والانغراس الحقيقي في قضايا الساكنة. رجل راكم من التجربة والخبرة ما يجعل الحديث عن منافسته بالأهازيج والتقاط الصور في أنشطة مناسباتية، ضربًا من التبسيط غير المقبول. فرغم اختياره الابتعاد عن الأضواء مؤخرًا، فإن ذلك لم يكن إلا تعبيرًا عن أسلوب سياسي يعتمد العمل في العمق لا في العلن، ويُراهن على النتائج لا على الاستعراض.
ولعل من المغالطات التي حملها المنشور الأخير، محاولة تصوير الزاهيدي كرقم صعب داخل حزب التجمع الوطني للأحرار بالإقليم، في وقتٍ يعرف فيه الجميع أن الحزب لم يُحسم بعد في من سيمثل لائحته في الانتخابات المقبلة، وأن التنافس الحقيقي لم يبدأ بعد. بل أكثر من ذلك، فإن الأوساط السياسية داخل الحزب تُجمع على أن وزن الزمزامي وشبكته التنظيمية، بالإضافة إلى تجربته في التسيير المحلي، تبقى عوامل حاسمة في أية معادلة انتخابية.
صحيح أن الزاهيدي تحاول التموقع مبكرًا، لكن ذلك لا يمنحها أفضلية تلقائية. فالسياسة لا تُخاض بالحركات “هنا وهناك”، بل تُبنى على ثقة الناس، على الاستمرارية، وعلى سجل من العطاء الحقيقي. وهو ما يتجسد في تجربة الزمزامي، التي تُعَد مرجعية داخل الإقليم، بعيدًا عن منطق الشعارات.
إن ما يحدث اليوم ليس سوى إرهاصات أولى لمعركة قادمة، ستكون الكلمة فيها للفعل لا للظهور، للمصداقية لا للخطابات، وللثقة التي لا تُشترى بالصور، بل تُنتزع بالعمل المتواصل.