متابعة : رابح رشيد
في إطار أنشطة مجموعتي العمل الإقليميتين العربية والمغاربية للطب العسكري، نظّمت مفتشية مصلحة الصحة للقوات المسلحة الملكية، خلال الفترة ما بين 10 و15 نونبر 2025، دورة تكوينية متخصصة في الإنعاش الطبي الميداني داخل منطقة العمليات، وذلك بمشاركة أطباء عسكريين من المغرب وعدد من البلدان الشقيقة والصديقة.
وتهدف هذه الدورة، التي تأتي ضمن استراتيجية تطوير المنظومة الصحية العسكرية، إلى تعزيز مهارات وقدرات الأطباء العسكريين في التعامل مع الحالات الحرجة داخل بيئات العمليات، مع التركيز على أحدث المفاهيم العلمية والتقنيات العملية في مجال الإنعاش قبل الوصول إلى المستشفى. وقد شمل البرنامج التدريب على أنظمة الفرز الطبي الإسعافي، والطب عن بُعد خلال الكوارث، إضافة إلى أساليب التكفّل بالإصابات الباليستية.
وعرفت الدورة مشاركة واسعة لأعضاء من مجموعتي العمل العربية والمغاربية للطب العسكري، إلى جانب وفود طبية دولية، في تأكيد على البعد التعاوني المتنامي بين الدول في مجال الطب العسكري، وتبادل الخبرات والارتقاء بالممارسات المهنية.
وتوزّعت فعاليات التكوين بين عروض نظرية تناولت المبادئ الأساسية للتكفّل الأولي بجرحى الحرب، وورشات تطبيقية اعتمدت على محاكاة ميدانية مكثفة. وغطّت هذه الورش مختلف مراحل الإنعاش ما قبل الاستشفائي، من الإنعاش الأولي والفرز الطبي في الحالات الاستثنائية، إلى تدبير الصدمات المتعددة وإصابات الرأس، وصولاً إلى الدعم الطبي المدني وإجراءات الإخلاء الطبي الجوي.
واختُتم البرنامج بندوة علمية حول “الذكاء الاصطناعي والإنعاش المتقدم”، استعرض خلالها المختصون آفاق توظيف التقنيات الذكية في تحسين سرعة وجودة التدخلات الطبية، قبل إجراء تقييم شامل وتسليم الشهادات للمشاركين.
وتجسد هذه المبادرة التزام القوات المسلحة الملكية بالارتقاء بالكفاءات الطبية الوطنية، انسجاماً مع الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وترسيخ مكانتها كفاعل أساسي في تطوير الطب العسكري إقليمياً ودولياً.
