مجتمع

التسول والابتزاز الإلكتروني واستغلال القاصرين لجمع التبرعات: حقيقة الحلاق الذي ادعى تعرضه للعنف من قبل أعوان السلطة بالملحقة الإدارية السلام 2

 

 

أثارت خرجات إعلامية لَأَحَدِ الشباب على منصات التواصل الاجتماعي جدلًا واسعًا، بعدما زعم تعرضه للعنف من طرف أعوان السلطة بالملحقة الإدارية السلام 2 ،سيدي مومن وهي الادعاءات التي تفاعلت معها صفحات عديدة، مرفوقة بحملات استنكار واتهامات مباشرة. غير أن معطيات ميدانية، حصلت عليها جهات متطابقة، تشير إلى أن هذه الخرجات تندرج ضمن عملية انتقامية خطط لها الشاب ضد السلطة، التي منعته مرارًا من ممارسة مجموعة من الأفعال غير القانونية التي دأب الشاب المعني على القيام بها خلال الفترة الأخيرة. وحسب مصادر مطلعة، فإن المعني بالأمر يقطن بنفوذ عمالة مقاطعات مولاي رشيد، ولا يتوفر على عمل قار، إذ يزاول مهنة الحلاقة بشكل متقطع، قبل أن يعمد إلى استغلال منصات التواصل الاجتماعي كمورد أساسي للدخل، عبر ما بات يُعرف بـ“التسول الإلكتروني”. وتضيف المصادر ذاتها أن الشاب جعل من تصوير الفئات الهشة، خصوصًا المتشردين والقاصرين الذين يعيشون في وضعية الشارع، محتوى دائمًا لحساباته الرقمية، حيث يوظف معاناتهم في مقاطع مصورة مرفوقة بخطاب عاطفي ونداءات لجمع التبرعات، في غياب أي إطار قانوني منظم أو احترام لأخلاقيات العمل الإنساني. الأكثر إثارة للانتقاد, وفق نفس المعطيات، أن عمليات جمع التبرعات تتم دون الحصول على أي ترخيص قانوني، ودون آليات واضحة تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها الحقيقيين، ما يطرح تساؤلات مشروعة حول مصير الأموال المحصلة وخلفيات هذه المبادرات. كما أفادت المصادر بأن الشاب يقدم نفسه، مرارًا، كـ“صحفي” أو “فاعل إعلامي”، في محاولة لإضفاء شرعية خلال تصويره للقاصرين بالشارع والفضاء العام، مع العلم أنه لا تربطه أي صلة بالمجال الإعلامي، ولا يتوفر على أي صفة قانونية تخوله ممارسة العمل الصحفي، فضلًا عن غياب ترخيص من المركز السينمائي المغربي لتصوير ونشر مواد سمعية بصرية. وفيما يتعلق بادعاءات التعرض للعنف، تؤكد معطيات مطلعة أنه لم يتم تسجيل أي آثار جسدية ظاهرة، كما لم يتم الإدلاء بأي تقارير طبية تدعم الرواية التي تم الترويج لها، ما يعزز فرضية توظيف خطاب الضحية لخلق الجدل وكسب التعاطف وتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة. وتعيد هذه القضية إلى الواجهة الجدل حول تنامي خرجات إعلامية غير مؤطرة قانونيًا، تستغل القضايا الاجتماعية وهشاشة بعض الفئات لتحقيق مكاسب شخصية، في ضرب صريح لأخلاقيات العمل الإنساني والإعلامي، وهو ما يستدعي، بحسب متابعين، تشديد المراقبة وتفعيل المساطر القانونية الجاري بها العمل. وتضيف مصادر مطلعة أن الشاب، المعروف بمزاولته مهنة الحلاقة بشكل غير قار، يتنقل من منطقة مولاي رشيد في اتجاه أحياء سيدي مومن، حيث يعمد إلى التربص بالفئات الهشة، خاصة أطفال الشوارع، من أجل تصويرهم واستغلال وضعيتهم الاجتماعية في حملات لجمع التبرعات، بهدف تحسين دخله المادي خارج أي إطار قانوني أو إنساني منظم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى