المصداقية لا تكمن في المعارضة الدائمة

متابعة : كمال قابل
أجد نفسي مضطراً لتوضيح موقفي بعد أن واجهت ردود فعل مستغربة من بعض الأصدقاء والمعارف، الذين اعتبروا إشادتي بجهود أحد المسؤولين في مدينة بوجدور خروجاً عن مساري النقدي المعتاد. البعض ذهب إلى أبعد من ذلك، معتبراً أنني قد تخلّيت عن مبادئي، وأن دوري يقتصر على معارضة السلطة والمنتخبين بشكل مطلق، وكأنني خلقت فقط لأكون “معارضاً من أجل المعارضة”.
أود أن أؤكد للجميع أن نهجي في التعبير عن الرأي مبني على النقد البنّاء لا التشهير الأعمى. أنا لا أستهدف الأشخاص، بل أقيّم الأفعال والنتائج. فإذا كانت هناك ممارسات تستحق النقد، فلا أتردد في التعبير عن رأيي، ولكن بشرط أن يكون لدي دليل قاطع أو حجة دامغة. النقد الذي لا يستند إلى وقائع هو مجرد تهجّم شخصي، وهذا ما أرفضه تماماً.
إن الإشادة بالجهود الإيجابية والاعتراف بالإنجازات ليس معياراً للحرية الفكرية، بل هو جزء أساسي منها. الحرية الفكرية الحقيقية تكمن في القدرة على إعطاء كل ذي حق حقه؛ فليس من المنطق أو العدل أن أُشيد بالجهود المبذولة من قبل المواطنين والموظفين النزيهين وأغض الطرف عن المسؤولين الذين يبذلون جهداً حقيقياً لتحسين مدينتنا.
إن من يرى أن الإشادة بالعمل الجيّد هي “تطبيل” أو “تحالف مع السلطة” يجانب الصواب. فالمصداقية لا تقاس بحجم العداء للسلطة، بل بمدى عدالة الموقف وإنصافه. لا يمكن أن أبقى أضرب في مؤسسة معينة بشكل مستمر فقط لأحافظ على صورتي كـ”معارض” في أعين البعض.
هدفي هو تحسين واقع مدينتنا، وهذا لا يتحقق إلا من خلال تسليط الضوء على السلبيات كما الإيجابيات. لذلك، سأظل متمسكاً بهذا النهج، وسأظل أشيد بكل عمل نزيه ومخلص، سواء كان صاحبه مسؤولاً أو مواطناً عادياً، لأن النزاهة والإخلاص هما المعيار الوحيد الذي أعتد به.