مجتمع

الاقاليم_الجنوبية_مسيرة_وحدة_وتنمية_في_مواجهة. أوهام الجوار

 

بلال العيون الساقية الحمراء

 

منذ_سنة_1975، حينما استرجع المغرب أقاليمه الجنوبية من الاستعمار الإسباني بفضل العبقرية السياسية للملك الراحل الحسن الثاني، الذي قاد المسيرة الخضراء المظفرة، والمملكة المغربية تواصل مسيرة البناء والوحدة بثباتٍ وإيمانٍ راسخ بعدالة قضيتها الوطنية الأولى: قضية الصحراء المغربية.لقد كانت المسيرة الخضراء ملحمةً خالدةً شارك فيها مئات الآلاف من المغاربة، رجالاً ونساءً، حاملين المصاحف والأعلام، مؤمنين بحقهم التاريخي في أرضهم. ومنذ ذلك اليوم المجيد، لم يدّخر المغرب جهدًا في بناء الأقاليم الجنوبية وتحويلها إلى نموذجٍ للتنمية والازدهار.

فمدن العيون، والداخلة، وبوجدور، والسمارة اليوم تشهد نهضة عمرانية واقتصادية كبيرة، بفضل المشاريع الملكية الكبرى في مجالات البنية التحتية، والطاقة المتجددة، والتعليم، والصحة، والاستثمار. هذه الدينامية جعلت من الصحراء المغربية جوهرة الجنوب وواجهة تنموية مشرقة للمملكة.ومع اعتلاء جلالة الملك محمد السادس نصره الله العرش، تواصلت المسيرة التنموية بروحٍ جديدة، من خلال النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي جعل من الصحراء فضاءً للتنمية والاستثمار والاندماج الإفريقي. كما قدم المغرب للعالم مبادرة الحكم الذاتي سنة 2007، كحلٍّ واقعي وعملي يحترم سيادة المغرب ويمنح الساكنة حقها في تدبير شؤونها في إطار الوحدة الوطنية.غير أن ما يؤسف له هو موقف النظام الجزائري، الذي اختار – منذ أكثر من أربعة عقود – نهج العداء والتضليل بدل التعاون وحسن الجوار. فمنذ احتضانه لما يسمى بـ“جبهة البوليساريو”، لم يجلب سوى المعاناة لآلاف الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، المحرومين من أبسط حقوقهم في الحرية والكرامة.لقد صرفت الجزائر أموالاً طائلة على دعايات وهمية وحروب سياسية خاسرة، كان الأولى أن توجهها إلى تنمية شعبها الشقيق، وإلى بناء مستقبل مغاربي موحد يقوم على التعاون بدل الخصام، وعلى الصدق بدل المكر.ورغم كل هذه المناورات، ظل المغرب صامدًا وواثقًا بعدالة قضيته، مدعومًا بشرعية التاريخ والقانون الدولي، وبإجماع شعبه من طنجة إلى الكويرة. واليوم، ومع الاعتراف المتزايد للمجتمع الدولي بمغربية الصحراء، يتأكد أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وأن المشاريع التنموية الجارية في الجنوب هي الرد الأقوى على خصوم الوحدة الترابية.إن الصحراء ليست مجرد أرض، بل هي رمز للوحدة والسيادة والكرامة المغربية. والمغرب، ملكًا وشعبًا، ماضٍ في الدفاع عنها بالعمل والبناء لا بالشعارات الفارغة.

أما_الجزائر، فالتاريخ لن يرحم من اختار أن يقف ضد من مدّ له يده يومًا، ومن ضيّع فرصة بناء مغربٍ عربي قوي تسوده الأخوة والتكامل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى