أولمبيك خريبكة.. سقوطٌ آخر في رحلة الألم
محمد حليلو – خريبكة
لم يعد نادي أولمبيك خريبكة، الذي كان يوماً ما من بين الأندية التي تعتلي منصات التتويج وتزرع الفرحة في قلوب جماهيره، إلا شبحاً يجر أذيال الخيبة ويكافح من أجل البقاء في دوري الأضواء. في الجولة الخامسة من الدوري المغربي، سقط مرة أخرى، وهذه المرة أمام الجريح الآخر، مولودية وجدة، الذي لم يكن حاله أفضل بكثير، لكنّه استجمع قواه ليحقق فوزاً على خريبكة، ويزيد من جراحه ويعمق أزمته التي يبدو أنها بلا أفق.
هزيمة أولمبيك خريبكة أمام مولودية وجدة جاءت لتكون حلقة جديدة في سلسلة الإخفاقات التي باتت عنواناً ثابتاً لهذا الموسم. بعد خمس جولات، لا يمتلك الفريق سوى نقطة يتيمة حصل عليها بصعوبة أمام الكوكب المراكشي في الجولة الثالثة. ومع مرور الوقت وازدياد الخسائر، لم يعد أولمبيك خريبكة يحتل سوى ذيل الترتيب، بل إن الوضع بات يتدهور إلى حدّ أصبح معه الفريق وكأنه يرمي رجله الأولى في القسم الهواة، ويبدو وكأن النهاية باتت وشيكة قبل حتى الوصول إلى منتصف الموسم.
منذ بداية الدوري، ظهر الفريق وكأنه فقد كل مقومات المنافسة. لا انسجام بين اللاعبين، ولا خطط واضحة من الجهاز الفني، وكأن النادي يفتقد إلى الروح التي طالما ميزته. جماهير “لوصيكا” التي كانت تملأ المدرجات وتساند بكل حماس وأمل، أصبحت ترى فريقها ينزف نقطة تلو الأخرى، حتى باتت تتساءل بحرقة: أين ذهبت الأيام الخوالي؟ وأين ذهب النادي الذي كان يراهن عليه الجميع في الساحة المغربية؟
السقوط أمام مولودية وجدة لم يكن مجرد هزيمة أخرى في جولات الدوري، بل كان صفعة مؤلمة لكل مشجع آمن بأن هناك بصيص أمل. هذه الهزيمة هي بمثابة إنذار مبكر أن الأمور قد تتجه نحو الأسوأ، وأنه ما لم يتم تدارك الوضع سريعاً، فإن أحلام العودة والصمود ستتحول إلى كوابيس النزول إلى الأقسام السفلى، وذاك هو المصير الذي لا يريده أي عاشق لنادي أولمبيك خريبكة.
اليوم، يجد الفريق نفسه على حافة الهاوية، والجماهير تتساءل في صمت حزين: هل هذا هو المصير الذي يستحقه نادٍ عريق مثل أولمبيك خريبكة؟ هل حقاً انتهت حكايات المجد، وبات الفريق مجرد صفحة في كتاب قديم؟ أم أن هناك بصيص أمل قد ينبعث من قلب هذا الألم، وينقذ الفريق من مصير قد يكون الأسوأ في تاريخه؟
في النهاية، يبقى السؤال معلقاً في الأفق، ويظل الأمل رغم كل شيء رفيقاً لكل من أحب هذا النادي.