هل تستطيع نخب مغاربة العالم تجديد نفسها في ظل الرؤية الملكية الجديدة ؟
عزالدين الهواري
يشكل مغاربة العالم ثروة بشرية هائلة للوطن، وهم يطمحون دوماً إلى المساهمة في بناء مستقبل زاهر للمغرب. إلا أن هذا الطموح يواجه العديد من التحديات، أبرزها ضعف تمثيلهم داخل المؤسسات الوطنية، وتشتت الجهود بين الجمعيات والمنظمات، وتأخر إطلاق طاقات الكفاءات الشابة.
لقد أطلق جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، مبادرة طموحة لإصلاح منظومة تمثيل مغاربة العالم عبر إنشاء المؤسسة المحمدية. هذه المبادرة تهدف إلى تجميع الجهود وتوحيد الرؤى، وتوفير الإطار المؤسسي اللازم لتمكين الجالية من المشاركة الفاعلة في مسيرة البناء والتحديث.
على مغاربة العالم، اليوم، أن يعيدوا النظر في علاقتهم بالعمل الجمعوي والمدني والسياسي، وأن يتخلوا عن حالة العزوف عن المشاركة ويضعوا حدًا للصراعات، سواء كانت خفية أو علنية. إذا كانوا يطمحون فعلاً إلى تكوين قوة تمثيلية حقيقية داخل المؤسسات الحكومية والدستورية، فمن الضروري أن يسعوا لتحقيق تطلعاتهم وأحلامهم وحقوقهم المشروعة في وطنهم.
هذا المسار يعكس جوهر ما يركز عليه صاحب الجلالة في جميع خطاباته، وخاصة في خطابه الملكي الأخير. لكن واقع الحال يشير إلى أن المشكلة الكبرى تكمن في نخبة مغاربة العالم وأطرهم وكفاءاتهم، التي تبدو وكأنها تفتقد رؤية واضحة. فبدلاً من الانفتاح على الأجيال الصاعدة من مغاربة الجيل الثالث والرابع وتسليمهم مشعل المستقبل، نجد هذه النخب متشبثة بزعامات أبدية وهياكل أغلبها أشبه بالكيانات الوهمية.