صالح داهي : الرباط
يشهد السجن المحلي الرماني نقلة نوعية غير مسبوقة في تدبيره، وذلك بفضل الإدارة المحكمة التي يقودها المدير الجديد، والتي أقامت منهجية متكاملة تجمع بين الانضباط الصارم والروح الإنسانية في آن واحد. هذه النهضة في إدارة المؤسسة العقابية لم تأت من فراغ، بل كانت نتاج رؤية واضحة تسعى إلى تنظيم شامل لكل تفاصيل الحياة داخل السجن.
من أولويات الإدارة كان تحسين ظروف الاحتجاز وتأمين النزلاء، حيث تم اعتماد معايير جديدة تضمن سلامة وكرامة السجناء، مما خلق بيئة أكثر أمانًا وانضباطًا في نفس الوقت. إلى جانب ذلك، انطلقت الإدارة في تطوير برامج تأهيلية شاملة تهدف إلى إعادة الإدماج الاجتماعي للنزلاء، عبر ورشات عمل، أنشطة تعليمية، وتدريب مهني، تهيئ المشمولين بها للعودة إلى المجتمع كأفراد فاعلين ومسؤولين.
ولم يكن النجاح ليكتمل دون الطاقم الإداري والموظفين الذين أظهروا احترافية عالية والتزاماً واضحاً بدورهم، مما ساهم فعلياً في تحسين المناخ العام داخل السجن وتعزيز روح التعاون بين الجميع، سواء بين الإدارة أو مع النزلاء. كما أن الإدارة الجديدة وضعت نظام متابعة وتقييم دقيق يسمح باكتشاف المشاكل في بداياتها وحلها بسرعة وكفاءة، مما أدى إلى سير العمل بشكل سلس وفعّال.
وفي إطار الاهتمام بالمهنة، تم التركيز بشكل كبير على التكوين المستمر للموظفين، لتزويدهم بأحدث المعارف والمهارات التي تمكنهم من أداء مهامهم بأفضل صورة، وهو ما رفع من مستوى الخدمات المقدمة والنظرة العامة للمؤسسة في المغرب.
كما عززت الإدارة حقوق الإنسان داخل السجن بإطلاق حوار مفتوح وبناء بين النزلاء والإدارة، مما خلق بيئة تواصل ومناخاً إيجابياً ساهم في تخفيف التوترات وترسيخ النظام داخل المؤسسة. هذا التوازن بين الانضباط والإنسانية جعل السجن المحلي الرماني نموذجاً يُحتذى به في تدبير المؤسسات العقابية على الصعيد الوطني.
في المجمل، يعكس هذا التغيير الجذري رغبة حقيقية في تحويل السجون من مجرد أماكن للعقاب إلى مؤسسات لإعادة التأهيل والدمج الاجتماعي، مع المحافظة على الأمن والانضباط المطلوبين.
السجن المحلي الرماني اليوم يثبت أن التدبير المحكم والإنساني قادران على خلق بيئة مثمرة للجميع.
